التقية و الورِع و الأمير المنبوذ بابن جرير.

حرب ضارية خفية بابن جرير بين ” التقاة ” الذين يقرأون التجارب على مسافة بعيدة و من زاوية مغلقة ضيقة لا تقبل النقاش و بين المنغمسون من أخمص القدمين إلى شواة الرأس في التجريب و التمرين الذي يحتمل وجها إيجابيا و آخر سلبي بعمق تراكمي نوعي ، هي حرب شفهية و مكتوبة و مقروءة و سمعية بصرية بعضها عفوي و غالبيتها مؤطرة و مهيكلة و تتخذ أشكال عدة بدءا بالتغريد على الحائط الأزرق و مأسسة الإشاعة و خلق مبادرات لحشد التأييد و تأليب الرأي العام و انتهاءا برص الصف لإعداد قبلي لموقعة الغد.
الحمل الوديع في نزال القطيع بتقمص دور التقية و الورِع الذي يحارب الشيطان المارد ، و تمة فريق يؤمن بأن أجندة المحراب الأزرق هي السبيل الوحيد لمطاردة ” الحثالة ” التي أتت على اليابس و الأخضر و عاثت في الأرض فسادا و فريق متفرج إلا من بعض الهجمات المحتشمة لينتصر الفريق الأول بخطاب التنزه و نبرة التجدر و بالنهاية هي حرب من أجل احتلال المواقع بسلاح الضرب من تحت الحزام و استخدام المباح و المحظور تحت غطاء القيم و الأخلاق.
إنهم يصعدون المنابر من أجل إلقاء خطبهم العصماء و يتنابزون بالألقاب و يخدمون أجندات في السر و في العلن في سبيل سياسة الأرض المحروقة و إعادة إعمار سياسي جديد و تخالهم في أول وهلة و في كل مرة دعاة الإيمان بقضية عادلة و هم يتربعون على قمة الحربائية يصنعون تاريخا بأيادٍ آثمة….