حضر قاضي الأحداث و تخلى البقية عن المتخلى عنهم بابن جرير.

حضور قاضي الأحداث بالمحكمة الابتدائية بابن جرير أحمد بوطرف و في يوم السبت للمركز الذي يُعنى بالمتخلى عنهم لم يكن ترفا و لا تأكيدا للوجاهة و الواجهة و لم يكن تحت الطلب و إنما هو حضور تمليه الضرورة المهنية و الضمير المهني و حرصه على أن يعيش المتخلى عنهم في أحسن الظروف ، و لم تكن الزيارة الأولى لأنه هو من قص شريط البدايات و آثر على أن يزوره مرة ثانية بعد استقبال المركز لخمس أطفال بأعمار متفاوتة من الذكور و الإناث و بعد أن انطلقت ماكينة منظومة تنطوي على أبعاد حقوقية و تربوية و سيكولوجية و تعليمية تلعب الكثير من وظائف مؤسسات التنشئة الاجتماعية.
القاضي أحمد بوطرف و هو يؤدي دورا موكولا إليه بالأمر و التتبع و المواكبة و المصاحبة فهو يقوم بالواجب و مشكور عليه لأن لا أحد يُلزمه بقدرما مبادرته هي رسالة و إشارة بمضمون الواجب الذي يقع على المجتمع برمته إزاء أطفال متخلى عنهم قد يصير عددهم بالعشرات مستقبلا في غفلة من الجميع و أمرهم ليس وقفا على جمعية أم المؤمنين عائشة لوحدها بل متوقف على رعاية الدولة لرعاياها و رهين بانخراط أشخاص ذاتيين و اعتباريين و ذوي الأريحة لأن الجمعية في نهاية المطاف تلعب دور الوساطة و تؤدي دورا موازيا لأدوار الدولة كي يعيش المتخلى عنهم نفس الكرامة و المواطنة التي يعيشها آخرون في كنف و في حضن الأسر.
لحدود الساعة القاضي أحمد بوطرف يحضر مرتين و يحرص مرتين على الحضور و إلى حد كتابة هذه السطور لم تطأ رجل مسؤول هذا المركز و التخلي عن المتخلى عنهم هو عنوان يوم الافتتاح و طيلة أيام الاستقبال ، و قد علمنا بأن تدبير المركز هو على نفقة الجمعية إيمانا منها بالمهمة التي تضطلع بها و لكن اليد الواحدة لا تصفق بل قد تصفع حينما يتخلى الجميع عن متخلى عنهم هم في مسيس الحاجة إلى شروط العيش الكريم و إلى التفاتة أب كريم.
