Banniére SIAM

احتضار السياسة بالرحامنة.

0

رائحة الطجين السياسي تنبعث دوما من عصر الممارسة و كانت كذلك في زمن الجمر و الرصاص و في أوج السياط و الكرباج خرج من رحم المعاناة خلايا في عمق الهامش و كانت الفصائل الطلابية متساوقة مع السقف الديمقراطي المطلوب و زعماء الأحزاب يجوبون و يطوفون الفروع في الحواضر كما في الأقاصي ، و ابن جرير القرية كانت فائرة سياسيا و حتى لما أصبحت بلدية كان للأحزاب فروع و شبيبات و حركة طلابية و قطاع نسائي و في أحلك الظروف.

كانت الحركة الشعبية تستقطب الأطر و الاتحاد الاشتراكي من فيسفساء رجال التعليم و المحامين و الطلبة و منظمة العمل الديمقراطي الشعبي مدرسة سياسية قائمة الذات و التقدم و الاشتراكية لا يقبل إلا بالنوع و ” الصناديد ” و حزب الاستقلال أكبر المنافسين على القيادة و الريادة ، و الأحزاب أكثر نشاطا و نقاشا للقضايا الكبرى المعاصرة الراهنة و كان الانتساب لهذا الحزب أو ذاك مبنيا على الإقناع و التدافع جاريا من أجل الاختيار و الاصطفاف …

و المناسبة شرط ، ذهب الزمن الجميل مع زمن أجمل و مع الانصهار في بوثقة واحدة و مع مرور الوقت خفت نجم الإجماع و اختفى التوهج عن بقية الأحزاب التي تأترت باجتياح الجرار.و على ما يبدو بابن جرير هناك أشخاص ” قابعون ” و هناك إعلان عن نوايا الانتماء و تدافع بعض الأفكار و حرب المواقع و لكن أحزاب بالمفهوم الذي كان أو الذي ينبغي أن يكون هناك احتضار دكاكين في ساحة تغلي بالنحيب و العويل على أسوار مقبرة السياسة في تشييع مهيب للانتخابات في مواسم المقاطعة و البلطجة و العربدة و شراء الذمم….

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.