“يصرون على إدانتي ،وأصر على براءتي، حكمهم عهر وبغاء،إذ يستوي عندهم الظلم والعدل..يصرون على أن أسجن، وأصر على أن أكون “حرا” ،فحريتي لا حكم لهم عليها ولا قوة … يصرون على أن أكون غير ما أنا عليه أن أكون”هم” ،وهم يستعملون كل الوسائل ،وأصر على ألا أكون إلا “أنا” إنسان بسيط، عاشق، حالم، يأبى الخنوع ويأبى الخيانة ككل الذين ـ مثلي ـ يسعون لأن يكونوا ما أمكن مواطنين لكل الذين مثلي ، يسعون ليكون وطنهم أحسن قليلا كما كان لكل الذين مثلي ،يحملون بعضا من جراح هذا الوطن”.
كلمات رقيقة وصادقة وأمينة ، نقشها بمداد دافئ ــ الرفيق الطيب الهادئ الوديع، حميد مجدي القيادي الجهوي بالحزب الاشتراكي الموحد والناشط النقابي بالكونفدرالية الديمقراطية للشغل ،والناشط الحقوقي بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والمتصرف السابق بعمالة وارزازات والموظف الحالي بعمالة قلعة السراغنة ــ على جدار صفحته بالفايسبوك. هاتفته ليلة العيد ،وأعلمني بابتسامته الساخرة التي لا تفارق محياه ،أن دولتنا المصونة يحفظها الله من كل مكروه، ويرعاها بعنايته التي لا تنام، لم تنسه في هذه المناسبة السعيدة ،فباركت له ولأطفاله العيد، بستة أشهر حبسا نافذا مع غرامة قدرها 5000 درهم كدفعة أولى، في انتظار أن تصرف له مستحقاته العالقة والتي تقدر ب 8 ملفات لا زالت تنتظر دورها في الرفوف من مجمل 12 ملفا ،”ناضل” الرفيق مجدي و”ثابر” و”كابر” في جمعها وادخارها ،مسترخصا جيبه وجبينه ووقته ،ليحوز بها لقب أكبر عدد من المتابعات السياسية بالمغرب “الجديد”(على الإطلاق) !!!لأنه أراد أن يكون أول مغربي استطاع أن يؤسس مكتبا نقابيا بعمالة وارزازات، ولأنه دخل المجال المحرم لمناجم “بوازار” التابع للهولندينك الاقتصادي والشركة الوطنية للاستثمار. فكانت مكافأته بمتابعته بتهمة بليدة وألعبان مكشوف ،تمثل في “حيازته للمخدرات والاتجار فيها” بعد أن تم وضع كمية مهمة منها (الشيرا والكوكايين) داخل سيارته ،في “فيلم” رديء ، لم يكن محبوكا بما لا يترك أي أثر للجريمة، ما حدا بالقضاء إلى تبرئته ابتدائيا واستئنافيا.
فسلاما لك أيها الرفيق العزيز ولرفاقك في وارزازات التي أبعدوك عنها مكرها، ولرفاقك الصامدين في قلعة السراغنة.