هي رسالة واحدة وراء منع مسيرة احتجاجية قررت جبهة الدفاع عن ساكنة الرحامنة تنظيمها عشية يوم أمس الجمعة على طول المسار الممتد من ساحة دار الشباب إلى غاية الحاضرة الفوسفاطية ، و يقرأ بين سطورها رفاق أمين لقمان و سعد الله الحنافي من خلال كتاب باشا مدينة ابن جرير الذي يشرح مبررات المنع و قانون الزجر و الردع بأن المخزن يمهل و لا يهمل فقد سمح بمسيرات و بإبداع أشكالها و لكنه لن يسمح بتخطي هيبة الدولة و الخطوط الحمراء المفضية إلى فض البكارة.
فهل هذا يعني أنه لا مسيرة بعد اليوم ؟ و هل يعني أن خيار الوقوف و مراوحة المكان شر لا بد منه ؟ و هل يعني بالنهاية أن اللسان السليط دائما في حرب بلا هوادة مع المخزن الذي يضرب بالنار و الحديد و الوعد و الوعيد ؟؟ لأنه بعد المنع لن يجرأ أحد على تجاوز سقف الجبهة لأن في ذلك عبرة لمن لا يعتبر ، و لأنه كل من يريد أن يتمرد على إرادة المخزن و يكون وجها لوجه مع الدولة العميقة فإن مصيره الإنزال و الحصار و المنع و القمع إن اقتضت الضرورة.