سيدي بوعثمان روح بلدية بجسد جماعة قروية فقيرة
الزائر لبلدية سيدي بوعثمان يدرك قطعا أن التسمية لا تقارب في المعنى والمضمون والاختصاص أكثر من حجم جماعة قروية فقيرة إلى كل شيء ، وبالاقتراب أكثر من واقع حال تدبير هذه البلدية وكذلك الاقتراب من رئيسها ومجلسها ومن الأرقام تشعر انك ببلدية روحها اكبر من جسدها .
تقع بلدية سيدي بوعثمان بإقليم ىالرحامنة “الرحامنة الجنوبية ” تقدر ساكنتها ب 12 ألف نسمة ، تعتمد في مداخيلها على عائدات سمسرة السوق الأسبوعي و أكرية المحلات “100 محل” وعلى مداخيل شارع محمد الخامس الشريان الحيوي للمدينة ،ثم دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، تقدر الميزانية العامة ب 600 مليون سنتيم فيما يصل الفائض المحقق إلى 350 مليون تتم برمجته في الاستجابة إلى بعض المتطلبات كشراء عتاد صغير أو شاحنة .
تغطي شبكة الماء والإنارة جل الأحياء ويقدر رئيس الجماعة 98 في المائة نسبة التغطية، فيما تتوزع التجزئات السكنية على جل تراب البلدية الذي يصل إلى 2000 هكتار في ظل تقسيم ترابي جعل من بلدية سيدي بوعثمان ” كزيتونة وسط هيدورة ” في إشارة من رئيس البلدية الى هيمنة الجماعة القروية “الجبيلات “على جل الأراضي شمالا وجنوبا ، مما صعب على المجلس التوسع واقتناء الأراضي في ظل ارتفاع العقار بها .
رئيس البلدية قلل من فرص الطلب على اقتناء العقارات مقارنة بالعرض المتوفر بكثرة مما فوت على الجماعة فرص الحصول على مداخيل من عمليات البيع التي تعتبر ضعيفة بجل التجزئات الكثيرة ” تجزئة الأمل – تجزئة معطى الله – تجزئة الياسمين “.
و تنتشر ببلدية سيدي بوعثمان مجموعة من الأحياء الهامشية التي تعاني من ضعف البنية التحتية وهيكلة الأحياء بالطرق والترصيف كحي التجاني – حي الشمس – وحي أولاد مسعود –وحي النخلة ” كما تعاني البلدية ضعفا على جميع المستويات التعليمية ، والصحية والجمعوية التي لم يخف معها الرئيس مرارته بماضي التدبير غير المعقلن التي صعبت في تقديره اليوم من النهوض بسرعة بالبلدية والاصطفاف بها إلى جوار البلديات عموما رغم الإمكانيات التي يراها متوفرة بسيدي بوعثمان .
وعلى خلفية ما كان من اصطفاف المعارضة بخصوص امتناعها عن التصويت على الميزانية والتي كان رأي المعارضة وجود خروقات وتجاوزات في التدبير على اعتبار عدم توفر المجلس على لجنة المالية والتعمير حينها ، وما كانت قد عرفه مجلسها من تمزق لم يلتئما لا بقرار للمجلس الجهوي للحسابات الذي جمع مرة أخرى أعداء الأمس إخوة اليوم في سابقة أصبح معها رجل الشارع العادي بعد التوافق يفهم مقاصد الدورات و الأرقام والمعطيات بحسب تعبير المعارضة وفي حضرة الرئيس كذلك .
بلدية سيدي بوعثمان هي اليوم بلدية بمقومات جماعة قروية في انتظار قدوم المستثمر وقدوم رؤوس الأموال لإعمار الحي الصناعي ” الحلم الذي طال انتظاره ” حينها يمكن أن تتحدث البلدية عن طموحاتها بين الكبار.
بلدية سيدي بوعثمان تحتاج إذا إلى المزيج من الخيوط والى قدرة قادر يخرجها من جسد القرية والبداوة إلى صف الحضارة بمجهودات تتفاعل فيها مجموعة من الجهات بما فيها عمالة الإقليم والجهة وتحتاج إلى قاطرة من الشراكات التي يمكن تلملم بلدية تناثرت أحيائها العشوائية وتضاءلت حظوظ النهضة والانتصاب ، إذ لا تكفي مبالغ الفائض المحقق في إعادة ترتيب الأوراش و الأولويات هذا إذا علمنا أن المديرية العامة هي التي تقف في الصف اليوم إلى جوار إعادة بعث الروح في مجموعة من الأحياء التي تحتاج من جميع المتدخلين إلى جبر الضرر وانقاد بلدية تتناقض فيها أواصر الجسد وروحه.
السلام عليكم
ان بلدية سيدي بوعثمان تحتاج الى وضع برامج استثمارية تتوافق وطبيعة المنطقة من فلاحة وصناعة كتربية النحل،وتشجيع تربية الابل،وزراعة الصبار…الى ان الدولة عليها ان تدعمها بمشروع ضخم وأظن ان بناء مطار دولي في المنطقة كفيل بتحريكهابحكم العوامل التالية:
الطريق السيار الجديد
تثنية الخط السككي
القرب من مدينة مراكش وبن جرير
التوفر على مناظر طبيعية في الجبيل ثشجع على السياحة البيولوجية شريطة احترام الطابع المحافظ للمنطقة
بلدية سيدي بوعثمان: الداء والدواء.
تجسد ظاهرة بلدية سيدي بوعثمان جزء من التاريخ السياسي المغربي في تدبير الشأن المحلي، زمن اكتساح الأحزاب الإدارية للتراب الوطني و بنية مبيتة من صناع القرار في فتح المجال لأصحاب الشكاير وهيمنة أصحاب الجاه على الحقل السياسي بالمغرب وتكريس ثقافة السمسرة وشراء الذمم والفساد والتزوير الانتخابي، فكان قدر ساكنة سيدي بوعثمان أن ابتليت بحزب إداري تمثل في شخص أمي لا يثقن سوى ثقافة البزنس والسمسرة ومنتهى الوصولية والانتهازية، بل صارت منطقة سيدي بوعثمان قلعة للفساد والمفسدين طيلة عقدين من الزمن وأكثر، مستغلين توالي ظروف الجفاف والفقر المدقع الذي ألم بالمنطقة في غياب اهتمام الدولة بمنطقة الرحامنة ككل.
هذه الحقبة من الزمن سنحت الفرصة لانتعاش الفساد الإداري والانتخابي في غياب الطاقات الواعية بمصيرهاإن وجدت وحتى إن وجدت يتم شيطنتها وتأليب الراي المحلي عليها وسد الأبواب في وجهها بتعاون مع السلطان في كثير من الأحيان.
نعم داء ساكنة سيدي بوعثمان أنها تؤدي ضريبة وجود لوبي من بني جلدتها من المفسدين في الشأن المحلي سلمتهم تقرير مصيرها بيدهم،هذا اللوبي الذي عشعش حتى صار غدة صرطانية، امتزجت فيه شخصانية الجاه والسلطان في حب المنصب والبقاء على الدوام كأن منطقة سيدي بوعثمان ضيعة فلاحية ورثها عن أجداده.
ومع تغير مجريات الأحداث محليا ووطنيا ودوليا، وظهور فئة شبابية أحست بالغبن الذي مورس على أجدادها وآبائها خلال عقود، فلما أرادت نفض الغبار نسيت لبس الكمامات التي تتمثل في بقايا عهد الفساد والإفساد، إنها الفئة التي تسمي نفسها معارضة بالمجلس والتي أشار إليها مقالكم أنهم من حزب الأحرار، إن تلك البقايا أو ما يسمى بثقافة الربيع العربي فلول النظام السابق بالمنطقة، هي التي لازالت تضع العراقيل ومحاولة توقيف عجلة التنمية بالمنطقة حتى يتم نفور الساكنة من الفئة التي منحها السكان ثقتم وخلق فضاء اللاتنموي مناسب يمكن رأس الفساد من الرجوع إلى -قلعته- بأي وجه كان، وما المعارضة أو اشباه المعارضة الحاليين بالمجلس إلى بيادقه يحركم كيف يشاء، ولازال خنوعهم وركوعهم له على الدوام، وذاك شأنهم حتى لا أريد الدخول في بعض الجزئيات.
إن داء منطقة سيدي بوعثمان أحسبه داء شبه عضال، يحتاج إلى فهم العوامل المتداخلة التي صنعت عجينا آخرا في التركيبة الشخصية لإنسان المنطقة لكون منطقة سيدي بوعثمان والرحامنة بصفة عامة مورس عليها ابشع صور الإقصاء والتهميش المتعمد من طرف مؤسسات الدولة وصناع قرارها منذ عقود وعقود، وهم الآن أدركوا خطورة التهميش وما سيترتب عليه في الوقت الحالي فعمدوا إلى رفعه ومحاولة إدراك المنطقة لقطار التنمية، لكن الأمر يحتاج إلى إرادات وقدرات إن لم نقل شبه خارقة حتى تأخذ المنطقة توازن اصطفافها ووقوفها الطبيعي في صف سائر الأمصار.
دواء بلدية سيدي بوعثمان، وإن كنا نقدر حجم الضربة القاضية التي تلقتها خلال العقود الماضية التي جعلتها في حالة غيبوبة دائمة -كومة-،يتجلى هذا الدواء في فسح المجال لخلق مجتمع مدني فعال وكفى من خلق العراقيل وكبح كل ذي ضمير حي أراد مد يده للمساعدة في النهوض بمنطقته، كفى من لي الأدرع الممدودة للخير والنهوض والمشاركة الفعلية في تدبير الشأن المحلي للمنطقة،كفى من ابتزاز كل من أراد خلق مشروع استثماري بالمنطقة وتعقيد المساطير الإداري في وجهه.
كفى من تكريس ثقافة الكعكة والغنيمة وما لك إلا ما جنيت خلال فترة انتدابك.-دير علاش تولي بنادم ما فيه خير-
كفى من تكريس ثقافة التآمر وسوء الظن بكل ذي نية حسنة. كفى من التفكير في دوام وخلود الجلوس على كرسي تدبير الشأن المحلي.
إن الدواء الشافي والكافي لبلدية سيدي بوعثمان هو في انفتاح أعضاء مجلسها من رئيسهم إلى آخر عضو بينهم، على محيطهم للاستفادة من نخبهم المثقفة الغيورة والتي لا تبخل في تقديم المقترحات والمشاريع التنموية بالمنطقة، إنها النخبة التي فضلت الانزواء لحظة لم تجد مع من تعمل ولها موقف من الممارسة السياسية للأحزاب بالمغرب ككل، لكنها لا تبخل في دفع قاطرة التنمية من خلال المجتمع المدني الحيادي النزيه الذي لا يهمه سوى المصلحة العامة للساكنة ولاوجود للحزازات والحسابات السياسية الحزبية الضيقة مجالا بفكره.
دواء بلدية سيدي بوعثمان في الترفع عن الحسابات الضيغة والشطحات الصبيانية التي مافتئ يخلقها أشباه المعارضة بالمجلس، وأن يدرك الراي العام المحلي أن بيادق أشباه المعاضة الذين يأتمرون بأمر من عطل عجلة التنمية بالمنطقة سنين وأعوام لا مكان لهم مستقبلا بين ظهرانينا إلا إذا تداركوا غيهم وجبنهم وغبنهم، وأن يعتبروا دارهم الكبيرة بلدية سيدي بوعثمان فلا يسعوا في تخريبها وتعطيل عجلتها.
وفي الختام، كما أشرت إليه سابقا أننا ندرك أن بلدية سيدي بوعثمان والمنطقة ككل هي في مرحلة زمنية طريحة بغرفة الإنعاش تحتاج إلى ضخ دم جديد وهوا نقي جديد، فعلى الكل، من مجتمع مدني وأهل الشأن المحلي ومؤسسات حكومية، كل من موقعه ومسوؤوليته أن يحملوا همهم، وأن يضعوا في أولوياتهم أن قيمة الإنسان اليوم لا تقاس بالمال والجاه بل بما قدم للإنسانية من خدمة ونبل وشرف، إنه زمن توثيق المعلومة وسرعة الحصول عليها، فالأجيال القادمة أصبحت لا تغفر لمن أخطأ في حقها وخاصة تلكم الأخطاء التي لا تغتفر.