Banniére Tmar

عبد السلام الباكوري من سائق “لابراهيم الغنامي” بجماعة رأس العين إلى أمين جهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة تانسيفت الحوز.

2

bakori2

أيهم سألته ترى من يكون عبد السلام الباكوري ؟  الإجابة جاهزة وبسرعة ، “عصران ” الانتخابات بالرحامنة الجنوبية ، برلماني لمرات عدة ، وضيف قديم على الغرفتين معا ، “غرفة المستشارين – غرفة النواب ” من عرفوه بعمق سرعان ما تنطلق ألسنتهم حكيا عنه وحول من يكون .

إنه ابن دوار اولاد غنام بجماعة رأس العين  ،إحدى الجماعات الفقيرة المغلوب على أمرها والواقعة بالرحامنة الجنوبية والتي انتظرته إلى أن قوى عوده ، هي مملكته المحصنة ” وجبل الألب”  حيث “يزدرد” الرجل،  يجمع  ويطرح ،ويحشد ويقصم ظهر منافسيه ، على كل،  ترعرع بتلك التخوم ، وجرب أن يكون سائقا في ريعان شبابه لشيخ القبيلة ” ابراهيم الغنامي ” وهو عمه الوافر المال ، ينحدر  عبد السلام من أسرة فقيرة فلاحة ، ولهالة الموقف،  ولكثرة مهامه اليوم وكثرة ذكر اسمه لأكثر من عقدين من الزمن ، كان لابد من السؤال عن مستواه التعليمي لقوة الرجل الذي صنع من اسمه وأضاف إليه ، حتى صارت نفس تلك الرحامنة تضعه في حساباتها وفي كل انتخابات ، وفي غمرة السؤال ، يجزم كل معارفه أنه لم يتجاوز الإعدادي فقط . ليطرح السؤال،  ما ذا يكون وراء كل هذه ” الهيللة ” التي جعلت من عبد السلام الحارس الفولاذي لبوابة الرحامنة من الجنوب ؟

وبالبحث والتجوال وطرح السؤال ، واستسقاء الأمثال ومضرب الأقوال ، اعتبر الكثيرين مصاهرته مع آل جبيلو ورثة بلدية ” سيدي بوعثمان”  بكل سكانها وأرضها التي مايزال النزاع قائما بخصوصها على امتداد 2000 هكتار يعيش عليه 11 ألف مواطن وبمرافق وبمركز بوعثمان الحيوي نفسه ، هناك سيكبر ويبرز الرجل ، وسيتحول إلى ” كائن انتخابي”  تجري وراءه الأجيال ، حماية وسطوة ،وصناعة ” للأصوات” بالمطرقة والحديد والنار ، جمع الثروة، وأصبح بعد حين منعشا عقاريا  وبدأ البحث عن الذات، ومن تم  سيرسم خارطة طريق لمسار سياسي كانت  جماعة حد رأس العين والرحامنة الجنوبية راحة حربه،  مع آل العكرود بين كر وفر،  مرة الفائز عبد السلام ومرة حميد العكرود وبنيه ، ولأجل ذلك لابد من حزب يقوم بما يلزم القيام به ، فسرعان ما وجدت الحركة الشعبية ضالتها في رجل يعرف من أين تؤكل الرحامنة الجنوبية ، ودفعه لربما حظه والكثير من ” فوضاه اللاخلاقة ” إلى الوصول إلى مكتبها السياسي ، تم طلقها فيما بعد، حينما ظفر بالمأمول وصار برلمانيا ” مستشارا “،  تم برلمانيا بمجلس النواب ، وحل ضيفا جديدا في زمن سياسي آخر على حزب الاتحاد الدستوري ولم ” يفرمل ” إلا حين وصوله المكتب السياسي للحزب وظفر بمقعد للبرلمان ، أعانه فيه مشهد سياسي يمنح ” المتهافتين ” سرعة الزواج والطلاق بالأحزاب ، زواج متعة تم تطليق بالثلاث ، ولربما عودة إذا سمح المجال ” وكعك السياسة ” لا يسمح بانتظار فوات العدة  .

واليوم عبد السلام الباكوري يتربع على الأمانة الجهوية لحزب البام ” الحزب الظاهرة” ، والذي بنيت فلسفة منظريه من المناضلين الذي قضوا سنوات في السجون المشبعين بأفكار اليسار الراديكالي  والمثقفين ، والأساتذة الجامعيين، وكبار صناع القرار في هذا البلد،  وبعد مشاورات امتدت من الريف إلى الصحراء ، اختصرت مسيرتها توصيات “هيئة الإنصاف والمصالحة” ومن ورائها “تقرير الخمسينية” و”حركة لكل الديمقراطيين” ، التي جاءت لتنقية الأجواء ،وإخراج الأحزاب من وحلها ، ومن جب أماناتها ورجالها المتنكرين ، وزرع ” الصعقة”  الكهربائية في الحياة السياسية وتخليقها ، فتبين أن عبد السلام الباكوري  رجل يتلون بمشيئة الأحزاب ، وشاء القدر أن يصبح أمينا عاما في حزب بني على مقامات بالقطع لا تسمح لرجل مستواه المعرفي والثقافي والفكري لا يتعدى بعض المعطيات إلى جعله “أبو هول”  جهة تانسيفت الحوز ، في مفارقة غريبة بين النظري والتطبيقي لم تراع  الفرق بين القول والفعل . مع أن الرجل ناصب الهمة ” العداء السياسي ” في انتخابات 2007 ، ثم معينا ل”ابن أخيه ” وحتى ورحى دستور الفاتح من يوليوز قد دقت الأبواب ، معانقا  مباركة وتزكية حزب التقدم والاشتراكية ، تم بعد بقليل تفاوضت معه تلك “الأصالة والمعاصرة”  في أن يصبح أمينا عاما  لحزب ما يزال يدور راحه على تاريخ من الملومات  منهية فجر ” النهضة المزعومة”  مانحة الرجل مقابل أن يحشد أصوات جنوب الرحامنة في حسابها  ، وهو ما قد يكون  جعل الوديع سجين الرأي لسنين أن يودع حزبا تمنى فيه كل طوباويته وغادره برسالة هي ” النقض الذاتي ” .

واليوم  تعاني جماعة “رأس العين ”  ما تعانيه في سوق كبير هو نفس “سوق البشرية ” لعبد الوهاب الدكالي الفنان ،  أقل من سوق حلب التاريخي  للجواري والمومسات  ، يتنافس فيه عبد السلام مع “l’invisible ” ،  كموج البحر حين هدوء عاصفة الجزر في انتظار غروب يرمي كل زبد  ذلك الهدوء ،  انتظار محطات انتخابية تقرع طبول حربها وراء ” محمية ادم  الجبيلات”  ، هناك حيث ينتعش الولاء والمال وشراء الذمم ، وينتشر الخوف والهلع من ” آل” الباكوري ” الممردين ” ببلطجية أعيت جميع محاولات المخزن إخراج الرجل من جحره التقليدي ولم تنجح ، وفي جماعة فقيرة يحسم عبد السلام مصيرها كل حين.

وعن أمانته العامة يرى كثيرون ،أن هذا الرجل  ” البراغماتي ” يستطيع التلون بجميع الألوان ، ويستطيع أن يكون حارسا جلدا لمملكته الحصينة وحارسا لأمواله ونفوذه ،  عربونها سفره ” الترحالي ” من الحركة إلى الاتحاد الدستوري ومن تم إلى حزب الأصالة والمعاصرة ،رابطا إياها  بأينما ولى  مجلس مدينة  “مراكش” وجهه يوليه ، مع الجزولي حينا  إلى أن غرق تهما ، ومع المنصوري هذا الحين في انتظار القادم ، وهو البرلماني والمستشار والأمين في بيئة سهل عليه لربما وبحسب بعض العارفين شراء الذمم داخل الهيئات الحزبية وداخل الناس .

bakori1

قد يعجبك ايضا
2 تعليقات
  1. الاسم (مطلوب) يقول

    الصراع في جماعة راس العين كان بين بابو بي
    با=الباكوري
    بو= البوزيدي
    بي= البيداني

  2. lلعربي يقول

    بحث جيد و معلومات صحيحة، و للإجابة على السؤال: كيف أصبح أمينا للبام على جهة مراكش تانسيفت الحوز؟ أقول لكم وبكل صدق، هو ذهاءه السياسي، لقد قام بطلب الإنضمام إلى حزب العدالة والتنمية في مناورة سياسية غاية في الذكاء، و قد صدق الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية هذا الطلب، حتى أنه قال أن الحزب يمكنه الإستغناء عن بعض أعضاءه من أجل قبول التحاق السي عبد السلام بصفوف ال PJD، وذلك على خلفية تهديد بعض مناضلي الحزب بالرحامنة الجنوبية بتقديم استقالتهم إذا ما تم قبول انضمام الرجل. وقد كانت المفاوضات تجري بشكل سري بين القيادة الجهوية لل PJD و الكتابات المحلية بإقليم الرحامنة للحزب نفسه، إلا أنه و حسب اعتقادي الشخصي قام سي عبد السلام بتسريب الأخبار و التي سرعان ماوصلت إلى الأمانة العامة لحزب الجرار، وعلمت أن السيد الأمين العام لحزب الجرار قدم خصيصا إلى مدينة مراكش رفقة بعض برلماني الحزب بإقليم الرحامنة حيث استقبلهم سي عبد السلام بمحل إقامته و أقام مأدبة غذاء على شرفهم و تم التفاوض على أساس التراجع عن فكرة الإنضمام إلى PJD خصوصا و أن حزب ال PAM كان قد تلقى ضربة موجعة بسبب انسحاب أحد الوجوه البارزة من صفوفه بمدينة طنجة، و رضخ لشروط سي عبد السلام.
    السؤال الكبير الآن هو: كيف لرجل يملك من الدهاء مايكفي ليرضخ أمين حزب ال PAM لطلباته أن لا يطوع الرحامنة و ليس الرحامنة الجنوبية فقط؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.