من مركزية ” الحليوات ” بجماعة بوروس اختارت محجوبة التريدي أن تنمذج لأسلوب جديد في العمل الجمعوي ليس كرئيسة جماعة و لكن من منطلق موقف شخصي بأن توزع 186 وزرة على تلاميذ و تلميذات إحدى الدواوير النائية ، موقف إنساني أنفقت عليه من مالها الخاص أرادت من خلاله إشاعة ثقافة التبرع و التطوع في رسالة مشفرة إلى كل الذين يهمهم الأمر بإقليم الرحامنة.
و هي ترمي من وراء هذه المبادرة متخلية عن ” الكاسكيط السياسي ” مرتدية الزي المدني بأن المغرب الممكن يمكن أن يصنع الإعجاز في المغرب العميق بإمكانيات بسيطة إن توافرت الإرادة ، هكذا مبادرات تحتاج إلى تظافر الجهود و إلى اللمسة في الواقع و شيء من الإدمان على الإيثار في طلاق بائن مع السياسة و زواج مع متعة فيض المشاعر.
فقد نجحت محجوبة في أن تحرز قصب السبق في إعداد أول برنامج عمل بإنجاز مشترك مع خبراء و جامعيين و كانت مرجعا في تأليف لجنة المساواة و تكافؤ الفرص و مقاربة النوع و تقدم نفسها كأول رئيسة جماعة بالإقليم شمعة في ظلام السياسوية بمظلة الإبنة البارة و عباءة الفاعلة الجمعوية منسلخة عن فصول الميزانية و اعتمادات محفوفة بمخاطر الجدل و البوليميك ، و استطاعت بالنهاية أن تنفرد في طوابير الرجال و الرؤساء و الفاعلين و المحظوظين بسحر البديهة و قفز على حواجز طابوهات الإعاقات الذهنية التي تنخر المجتمع.