يقترب المغرب من التاريخ المحدد بين 01 من شهر شتنبر والى غاية 20 منه لعد السكان والسكنى ، ومعه تستعد المندوبية السامية للتخطيط من أجل استغلال المعطيات ونشر نتائج الإحصاء .
فمن المعروف جدا أن الإحصاء ليس مجرد عد للسكان بل هو عملية محورية لخطط التنمية في أي بلد يقوم بإحصاء سكانه ، وهو بالأساس رسم لخارطة واضحة المعالم للخصائص الديمغرافية أو البنيات الديمغرافية لبلد معين ، ومن تم دراسة الخصائص الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لاتخاد القرارات الصائبة المرتبطة بالتنمية على المستويات المحلية والإقليمية والوطنية . للإشارة فقط فالمغرب عرف إحصاءات للسكان والسكن منذ العهد الاستعماري 1921 تم بعد ذلك عام 61 وإحصاء 1982 الذي شمل كل تراب المغرب . للتذكير فقط فإحصاء 2014 سيكلف 897 مليون درهم وهنا نطرح السؤال:
ماذا يمكن أن تغير نتائج الإحصاء و استغلال المعطيات في رسم السياسات العمومية بالمغرب ؟ إذا علمنا أن إحصاء 02 ديسمبر 1994 قد وفر معطيات مهمة عن حالة المغرب الديمغرافية تلاه الإحصاء الأخير لسنة 2004 الذي رسم تعداد سكان المغرب بما لا يدع مجالا للشك أنه في حدود 29.8 مليون فهل تمت استغلال تلك النتائج بالشكل الجيد ؟
وهل سيتم مثلا في حالة إقليم الرحامنة من استغلال تلك البيانات لاتخاد القرارات على مستوى تنمية الإقليم ؟ هل يعقل في بلد ما يزال مدين للفرد ” المخلص ” والجماعة ” الضاغطة ” والجهة الضاغطة ” أن نتحدث عن استغلال جيد لتوزيع التنمية والثروة على الأقل بالشكل الجيد وبالتساوي بين المناطق ؟ ولو كان الأمر كذلك لماذا لم تتخلص حتى الدول الأوربية من عقدة شمال متقدم وجنوب متخلف ؟ تم ألا يعدو الإحصاء المقبل مزيدا من استنزاف ميزانيات مهمة من مالية الشعب ومضيعة للوقت وتحريك عشوائي لأكثر من 53 ألف مراقب و20 ألف مراقب ومشرف مع تعويضات مالية مهمة عن تلك الأيام في الوقت الذي كان يكفي استغلال نتائج إحصاء 2004 الذي أعطانا حقيقة أن عدد المغاربة 29.8 ؟ تم ماذا تغير طيلة 10 سنوات هي الفرق بين إحصاء الشهر المقبل وأخر إحصاء لسنة 2004؟ هذا إذا ربطنا الخيوط يبعضها واعتراف ملك البلاد بسوء توزيع الثروة في المغرب حتى مع وجود المجلس الاقتصادي والاجتماعي ووجود المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وسعي ملك البلاد الحثيث لتنمية المغرب . هل سيتم بعد هذا الانجاز إيجاد حل للمغاربة ومشاكلهم في التعليم والصحة والشغل والسكن والتمدرس ؟ وهل ستتخلص منطقة الرحامنة والمناطق المنكوبة اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا في كل المغرب وهي تنتظر تحليل المعطيات والنتائج في ما بعد يوم ” الفتح العظيم ” هذا ؟ وهل ستنتهي الأزمات في هذا البلد بمجرد إعلان النتائج على مسامع كل المغاربة ؟ وهل معرفة كم نحن هي ذات أهمية من سؤال من نحن؟ وماذا لدينا ؟ وماذا نريد؟