حرارة الصيف لم تمنع الصحافة المغربية وبعض الصحافيين الجادين من الكتابة عن واقع هذا البلد ، فقد كتب علي أنوزلا مقالا بجريدة العربي الصغير عنوانه “أي معنى للاستقرار في مغرب في ظل الفقر ؟” جواب الإعلامي الكبير جاء من خلال تقرير أعدته الوكالة الأوروبية ” فرنتيكس ” التي تحدثت بالأرقام عن الكثير من أوضاع هذا البلد . وفي المقابل نستعير كلمة بالانجليزية كتبها مواطن على صفحته بالفايس بوك بالانجليزية seeking justice أو طلب العدالة لأنه مظلوم ويشعر بخيبة العدالة .
على كل . وفي هذا الإطار وتنويرا للرأي الذي سمع مرارا وكثيرا “العدالة الاجتماعية” ، سمعها في جميع المواقف وعلى التلفزيون وأمام المؤسسات ، سمع العدالة الاجتماعية وقد يفهم البعض معناها وكثيرون لا يفهمونها ، ولو فهموها لا كانت أمور كثيرة تغيرت هنا ، فمفهوم العدالة الاجتماعية ، هي نظام اقتصادي ، اجتماعی يهدف إلى إزالة الفوارق الاقتصادية الكبيرة بين طبقات المجتمع. تسمى أحيانا العدالة المدنية، و تصف المجتمع الذي تسود العدالة في كافة مناحيه ، بدلا من انحصارها في عدالة القانون فقط.
بشكل عام، تفهم العدالة الاجتماعية على أنها توفير معاملة عادلة و حصة تشاركية من خيرات المجتمع.
العدالة الاجتماعية تشكل مادة خصبة للنقاش في السياسة، و الدين، وتتمثل العدالة الاجتماعية في النفعية الاقتصادية، و إعادة توزيع الدخل القومي والثروات ، و تكافؤ الفرص ، و غيرها من أمارات المجتمع المدني . ولوضع القارئ في الصورة فإن أفكار العقد الاجتماعي عند جون لوك ، و أفكار كانت كانت أول تعبير لهما عن مفهوم العدالة الاجتماعية( Theory of Justice ) .
وهنا نعود إلى شعارات الدولة المغربية حول مجموعة من المفاهيم التي ترمى يوميا أو يقذف بها في المنابر الإعلامية وفي مؤسسات هذه البلد ، تلك المؤسسات التي تمثل هموم الإنسان المغربي ، على رأسها العدالة الاجتماعية و المفهوم الجديد للسلطة، إلى الإشباع الذي يملأ جوف المواطن المغربي بقاموس من المصطلحات التي لا حد لها ، وبالنهاية هي مفاهيم لا تلامس حياته بل واقعه صفرا إلى اليمين والشمال .
فالمواطن المغربي قبيل أيام كان على موعد مع حملة للتبرع بالدم وهو الخاسر فيها طبعا لأنه لا يملك دما ، ومفهوم العدالة الاجتماعية لا يأخذ من الفقير دما لأنه لا يملكه ، وبعد الدم جاء موعد الإحصاء ، وهو الخاسر دائما لأنه سيقف عند باب بيته مراقبون و سيعد أنفاسه عدا للجواب عن استمارة ليس له فيها من كرامات العدالة الاجتماعية شيء ، وبعد الإحصاء ” يوجد راسو ” لطلب قرض لشراء عيد الأضحى طبعا سيشتريه بمفهوم العدالة الاجتماعية وبالاقتسام المتساوي للثروة ، تم بعد حين ، الدخول المدرسي كذلك العدالة الاجتماعية من ستشتري له كتب المدرسة وكساء الأبناء ومصاريف التسجيل ونفقات تعليم بات باطلا بعيدا عن مفهوم العدالة الاجتماعية ، وبعد كل هذا سيهيئ هذا المواطن نفسه للإدلاء بصوته لأشخاص لا يعرفهم قطعا في لعبة اسمها الانتخابات تجسيدا للعدالة الاجتماعية .
عن أي عقد اجتماعي نتحدث وتقرير ” فرنتيكس ” مخيبا لكل الآمال ،مغاربة يحتلون الصف الثالث في داعش وهجرة سرية وتشرميل في الشوارع وغلاء وفقر وقهر في كل مكان ، أطال الله عمر الراقصة المصرية “سما المصري” حينما سئلت عن من تكون فقالت ، أنا بنت مصر التي أنجبت نجيب محفوظ في الأدب وأنجبتني في قلة الأدب .