Banniére Tmar

مقتطفات من كتاب بروكسي محمد السادس ابن صديقنا: كيف لبلد يملك نخبا قل نظيرها في العالم أن يجد نفسه مسيرا من طرف كمشة من أصدقاء الملك بدون مؤهلات.

0

almaghrabtoday-الصحافي-عمر-بروكسي

صدر كتاب “ابن صديقنا الملك” للصحافي عمر بروكسي هذا الاسبوع بفرنسا. كتاب جدير بالقراءة. فيتقديمه يقدم جيل بيرو رؤيته لما شهده مغرب محمد السادس من تحولات. “كود” اختارت هذه المقتطفات.

مع زملاءه في لوجورنال كان  الصحفي عمر بروكسي قد  حقق في نونبر2000 سكوبا من بين الانجازات النادرة للصحافة العالمية سكوب ساعد في إعادة كتابة التاريخ الوطني.

 لقد بين لوجورنال  معتمدا على دلائل أن زعماء المعارضة الاشتراكية للحسن الثاني ومن بينهم عبد الرحيم بوعبيد و عبد الرحمن اليوسفي قد عرفوا مسبقا بالمحاولة الانقلابية للجنرال وفقير ، و التي كانت تهدف إلى ضرب الطائرة الملكية غشت 1972 و التي نجا منها الحسن الثاني بسبب عدم احترافية الربابنة و أيضا بركته و دمه البارد الذي يجب الاعتراف به.

 كان هذا الاكتشاف مثل تسونامي في الحياة السياسية المغربية ، يشبه الأمر أن عرف الفرنسيون مثلا أن بيير منديس فرانس و فرونسوا ميتيران كانا متورطين مع منظمة الجيش الفرنسي السري التي كانت تنشط بالجزائر ضد الجنرال دوغول.

 السبق الصحفي المذكور سبب ضررا كبيرا  عند الطرف الاشتراكي  أكثر مما هو متوقع، فرغم أن بوعبيد قد توفي حينها لكن اليوسفي كان محرجا لأنه كان وزيرا أولا.

كانت فضيحة لان “الديمقراطيين” قد تحالفوا مع الجنرال اوفقير أكبر حام لنظام الحسن الثاني ، و الذي كان مهندس عملية اغتيال زميلهم المهدي بنبركة ، النتيجة كانت أن تحركت القوى التقليدية لخنق المجلة عبر منع المستشهرين عنها لهذا السبب يعتبر  عمر بروكسي دليلا مؤهلا لكي يقودنا في زيارة إلى مملكة محمد السادس ” ابن صديقنا”.

 هل هناك تغيير؟ بالتأكيد استمرت الصرخات في المعتقل السري في الحديقة الجميلة لتمارة ، لقد استمر النظام المغربي بعد أحداث 16 ماي 2003  في خدمة أمريكا كجلاد لها،  ورغم هذا يمكن ممارسة السياسة في مملكة محمد السادس دون الخوف من التعرض للاختفاء كما  كان عليه الحال في عهد والده ، هناك تغيير طفيف رغم تكرار ظهور ردود فعل قديمة قمعية تجلت مثلا في قمع شباب حركة عشرين فبراير و الجمعيات الحقوقية.

 لقد رسم لنا عمر بروكسي صورة معمقة للأمير محمد الذي كان يبلغ من العمر 36 سنة حين تولى العرش ، كان حينها متواضعا و خجولا و بعيدا عن الحاشية الوصولية لوالده التي عانت مع الملك الجديد ، كان الأمل معقودا لكي يكون هناك تغيير على خطى خوان كارلوس في اسبانيا في محاربة الفساد و تغيير  الأوضاع لكن هل تغير شيء ما؟

للأسف كما قال تانكريد في ”  الفهد” يجب أن يتغير كل شيء لكي لا يتغير شيء ، لقد استمر محمد السادس  الملقب بملك الفقراء في توسيع ثروته العائلية وبسط يده على الاقتصاد الوطني ، وهنا يكشف عمر بروكسي معلومات مدققة حول هذا الموضوع الحساس ، لقد أصبحت الملكية مرادفا للتجارة و السيطرة، يقول عمر بروكسي رغم التعديل الدستوري الذي أعقب حركة عشرين فبراير يستمر الملك في التحكم في جميع السلطات، هذا دون الحديث عن احتفاظه ببروتكلات مهينة مثل البيعة، و التي تقام تحت شمس حارقة  حيث يتجمع نخبة من رجالات البلد كل 30 يوليوز للركوع أمام الملك الذي يركب على حصان يحفه الحرس الأسود وهو محمي بمظلة كبيرة.  قبل أن يقبل بعضهم يديه ورغم كل هذا فالملك يبقى أيضا غير مسؤول عن أي شيء، و حادثة العفو عن بيدوفيل اسباني ليست بالبعيدة،  وهو أيضا مقدس ،  كل من تسول له نفسه المساس بشخصه سيعاقب جنائيا ،  مثل السيدة الأمية التي قالت للقاضي وهي تطلب تطليقها  أن زوجها لا يفعل شيئا مثل الملك و التي سجنت لستة أشهر.

 كتاب عمر بروكسي مهم لأنه وبمهارة الأديب التي يملكها كتب فصلا مهما بحنكة  وصف فيه أصدقاء الملك الذين تخرجوا معه من المعهد المولوي و الذين يتحكمون في  البلاد و العباد.

 و يبقى التساؤل كيف لبلد يملك نخبا قل نظيرها في العالم و التي حاربت لعقود من أجل الانعتاق  و الحرية و المساواة أن يجد نفسه مسيرا من طرف كمشة من أصدقاء الملك الذين لا مؤهلات لهم غير أنهم  كانوا قد جلسوا على نفس الكراسي مع ولي العهد.

 إن ما يجعل  هذا الكتاب مهما هو انه كتب بحرقة وطنية يحملها الكاتب وهو أمر سيكتشفه القراء و المغاربة و أصدقاء المغرب الحقيقيون حين سيطلعون عليه.

                                                                                               نقلا عن كود

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.