لا يستقيم الحديث عن طحين جعجعة البام بالرحامنة إلا بالرجوع إلى مخاضات التأسيس سنة 2007 مع لائحة الكرامة و المواطنة و انبلاج فجر حركة لكل الديمقراطيين ثم تحول رمز الجرار من شعار لائحة اللانتماء إلى رمز لحزب حمل من الأسماء الأصالة و المعاصرة و تقلد فيه الوزير المنتدب سابقا نائبا للأمين العام ، و على طول مسيرة انطلقت مزلزلة و مجلجلة كان يتحرك و يتململ في أحشاء رحم الفكرة وهج مولود خلخل البنية السياسية في مشهد استنفذ كل تجارب التداول على سلطة تنفيذية موازية لاختصاصات الملك المنصوص عليها في الفصل التاسع عشر الشهير.و من وراء السنوات كان المهندسون يحضرون لحزب يلعب دورا انتقاليا من حياة سياسية شائخة ذاق طعمها الشعب إلى حياة بطعم جديد يزاوج بين الإيديولوجيتين اليسارية و الليبرالية و أما صناع هذه الفكرة إما القادمون من محنة الزنازن و أقبية المعتقلات السرية و تازمامارت و دار المقري أو من عالم المال و الأعمال و من التقنقراط و الأطر و المخضرمون الذين برعوا في فن المستحيل.
و لأن الرحامنة كانت مهد هذه الفكرة التي انطلى سحرها على كل بقاع المعمور فقد كانت سباقة إلى استنفار كل الثروة البشرية التي تزخر بها و يومها كان الفاتح العظيم برفقة ابنة الرحامنة مديرة مديرية وزارة الاتصال فتيحة العيادي و خاله مدير معهد الزراعة و البيطرة و قال شبيك لبيك المهندس التهامي محيب و الأستاذ الجامعي طارق العلامي و المستشار الإعلامي عبد العزيز الرماني كما قضى كل أطر الرحامنة في ربوع المملكة إجازتهم السنوية في مساندة قائد الثورة السياسية من الرحامنة التي سارت بذكرها الركبان يومئذ ، و في مشهد جماعي متجانس قالت الرحامنة كلمتها و أوصلت رسالتها التي أوصلت الفكرة إلى فرن التأسيس لحزب أمه الرحامنة التي لم تلده الرباط فهل الرحامنة اليوم مازالت تحافظ على توابث الولادة و هل ما يعيشه البام بالرحامنة هو ما كان يصبو إليه المؤسس فؤاد عالي الهمة أم الرحامنة كانت مجرد نقطة عبور نحو تنفيذ الفكرة و فقط ؟؟؟
و قد تبدى بعد خمس سنوات من التجريب و مغادرة المؤسس عالم السياسة بأن الرحامنة امرأة عاقر لا تلد بدليل الترشيح المظلي رغم أنف المعتكفين في محراب الجرار من أبناء القبيلة و بدليل استنكاف الشخصيات المرجعية عن دعم البام بنفس الحماس و القدر و المقدار و بدليل أنها ظهرت مساندة و منخرطة في الخمس السنوات الأولى ثم انقرضت و رحلت بدون رجعة ، و على مسافة العقد تراجع البام نوعيا و عدديا و المؤشر المخزي حينما صوت الناخبون الكبار لفائدة الأحرار بعد أسبوعين فقط من انتخابهم ممثلين بإسم الجرار و يبقى المتحول في المدرسة الفؤادية هو أن إلياس العماري الذي صنعته الرحامنة هو من يحدد مصيرها اليوم و هو من كان ذات يوم يجلس بمقهى فيكتوريا ينتظر مقدم الهمة من جولاته البطولية في قبيلته التي أهدته التمر و الحليب هو اليوم يفعل بالرحامنة ما يشاء و كيفما شاء و أصبحت خطه الأحمر الذي لا تتجاوزه القبيلة الثكلى.