سقف التدبير الجماعي بابن جرير ارتفع مع هذه التجربة فأصبحت المعادلات صعبة و مركبة مخارجها في تنمية الموارد المالية و في تحصيل المداخيل و في برمجة الفائض المحقق و المقاربة التشاركية و البرامج التعاقدية و تخليق الحياة الإدارية و تصفية تركة الأصفار المكعبة للوعاء العقاري و تكريس ثقافة الشفافية في تفويت الصفقات العمومية،كلها جوانب مشعة و مضيئة ناضل من أجلها أصدقاء الهمة من أجل تتبيث ركائزها فنجحوا في امتحان الانتقال من تجربة طبعتها سياسة التحكم و التركيز على الممون الواحد و الانفراد في اتخاذ القرار إلى تجربة سماتها و مميزاتها في تفويت السلطة التنفيذية للرئيس على النواب باختصاصات و صلاحيات واسعة.
لن يبقى بعد هذه التجربة مسموحا بالرجوع إلى الوراء حيث الطقوس المتوارثة البائدة لأن ما وصلت إليه هذه التجربة من سقف و أفق انتظار مجرد منطلقات تأسيسية لتجربة ما بعد الانتخابات المقبلة هي أكثر تعاطيا مع الترقب الكبير للتنمية البشرية بعد استنفاذ ذخيرة البنيات التحتية و الأساسية،ثم إن التجربة الحالية المؤسسة لتعاقد جديد و ميثاق الثقة و عقد اجتماعي يزرع الأمل لم تستوف كل شروطها فتمة انتظارات بنيوية مازالت عالقة تنتظر الحل من قبيل معضلة التشغيل و الجانب الإنساني الرئة التي يتنفس منها المجتمع المنخور بمظاهر الإقصاء و الهشاشة.
و من تم فجماعة اليوم على الرغم من زحفها و خطها التصاعدي في تشذيب التدبير المالي و الإداري من شوائب الوراثة و تراكم التخلف و سوابق الإدانة الملطخة لصورة الجماعة و المدينة ، فإن التجربة لم تبلغ درجة من الكمال و المثالية و النمذجة لأن التغيير لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتم بالضغط على الزر و بإرادة الأشخاص المعزولة عن الانخراط الجماعي لكافة المستشارين و الانصهار في بوثقة الفعل التساندي بوظائف متكاملة.و لعل من نواقص أي تجربة هو التفاوت المعرفي و الفكري و الأخلاقي بين الأعضاء فريق له دراية بتدبير الشأن العام المحلي و منغمس في الأجرأة و التفعيل و التنفيذ للمقتضيات و القوانين و التشريعات و فريق متفرج سلبي لا يضيف و هو ضيف شرف فقط لا يساهم و لا يعرف كيف يشارك و لا يتوفر على الحد من أبجديات العمل السياسي و الجماعي فقط جاء به الفضول و الصدفة حيث الجماعة التي لا تقبل الأميين و المتطفلين و الانتهازيين و الوصوليين لأن الجماعة هي قناة تصريف قرارات سيادية تهم جوانب كثيرة معمارية و عمرانية و اجتماعية و اقتصادية و رياضية و ثقافية و كثير من الاختصاصات المسندة للرئيس و الموكولة إلى المجلس الجماعي.
و لأن الجماعة ليست ترف نظري و نزوة سياسية و هي أكبر من أن يعتبرها المرء مجرد تجربة في مسار الحياة ، فإن التجربة الحالية لابن جرير بنجاحاتها و إخفاقاتها أسهمت بكل تجرد و موضوعية في رسم معالم الطريق المستقبلية التي سينبني عليها الفعل الجماعي في مدينة برأسين مدينة إيكولوجية محمد السادس و ما أدراك ما المدينة الخضراء و مدينة صاعدة استفاقت من سبات تاريخي عميق مشرئبة للمزيد من التطور و التنمية المجالية و البشرية.و كل هذا لا يفيد إلا شيئا واحدا أساسيا هو أن الرئيس القادم ينبغي أن يكون ب ” كاليبر ” يفوق و يتفوق على ” عيار ” المهندس التهامي محيب الذي استطاع أن يصنع الفارق في الوتيرة و الإيقاع و التواضع و في لغة الأرقام و التواصل المتعدد اللغات و القدرة على إشراك النواب و رؤساء اللجان و بقية الأعضاء في اكتساب التجربة.فمن يكون وكلاء اللوائح المؤثتون للفضاء الانتخابي الأقربون لانتزاع ” عيار ” الرئيس الحالي؟؟