Banniére Tmar

ميكرو طروطوار بابن جرير : سألناهم عمن يكون هؤلاء فخشعت أبصارهم.

0

photo

فكرة إجراء ميكرو الرصيف يتعلق بمدى معرفة عينة من المواطنين برواد الفكر و أعلام السياسة كانت بمثابة الاختبار الفاصل بين الجهل و اليقين ، الكثيرون يعتقدون جهلا بأن الناس أجمعين يعرفون عظماء التاريخ و قليلون موقنون بأن العظماء يغردون خارج السرب و من هنا انبثقت فكرة استطلاع رأي فئة مكونة من كل ألوان الطيف بطرح السؤال هل تعرفون فلان و علان و ماذا تعرفون عن أعمالهم و عن السياقات التاريخية التي أفرزت هذا ” الجينوم ” الذي أفرده التاريخ مذكراته الخاصة.سألناهم عن عزيز الحبابي و المهدي المنجرة و عابد الجابري و المهدي بن بركة و محمد باهي و سعيدة المنبهي و الإخوان بوريكات ماذا كانوا يصنعون و من قرأ عنهم و تتبع مساراتهم و هل يعرفون آخرون غيرهم و طبعت سيرهم حياتهم ، و توجهنا بالسؤال إلى عينة من مائة شخص فيهم الطالب و التلميذ و الفلاح و التاجر و الناذل و المرأة و الفتاة و المياوم و الموظف و الفاعل الجمعوي و الجواب كان صادما خمسة في المائة هم من يعرفون كل هؤلاء و اثنان في المائة عن كثب و لهم اطلاع واسع بإنتاجاتهم و إسهاماتهم و خمسة و تسعون في المائة خشعت أبصارهم و لم ينبسوا ببنت شفة واحدة و امتنعوا عن الجواب لأن ” فاقد الشيء لا يعطيه “.

و الاستنتاج اليتيم الذي يخرج به الباحث عن سرداب التاريخ في دهاليز السيرورة هو أن المجتمع المغربي ينحو منحى مجاهيل العوام أما المثقفون فخطابهم يدور رحاه في نفس قاعة الإنتاج و إن تعدى الجدران فلا تغذية راجعة ، و السؤال الذي يستبد بالتفكير هل يمكن أن يعيش مجتمع ما بدون مراجع و مرجعيات و يمكن أن يكون مجتمعنا مجتمعا قويا بدون مثقفين و سياسيين متنورين و صحافة مناضلة و مجتمع مدني مستقل علما أن فرنسا الأنوار أبدعها جان بول سارتر و ميشيل فوكو و بريطانيا الضباب نفخ في روحها شكسبير و هوبز و ألمانيا هيغل و مصر أم الدنيا كوكبة المقهى الأدبي و المغرب الحديث كل هؤلاء و آخرون و اليوم عصر الرويبضة بامتياز….

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.