Banniére Tmar

هل توجد نخب ثقافية و فكرية و سياسية و اقتصادية بالرحامنة ؟

0

طجك

كثيرا ما نتحدث عن مظاهر و تجليات التخلف و نقرنها بطبيعة السياسات العمومية و بطبيعة النظام السائد و قلما نربطها بقيم التربية و منظومة التعليم القائم و بالرأسمال البشري ، و النموذج من الرحامنة التي عاشت و تعيش حالة من الفصام في الشخصية و نوع من الشيزوفرينيا في الاختيارات السياسية منذ سبعينيات القرن الماضي و هي تخرج من نمط الحكم الإقطاعي ” الفيودالي ” الذي تحكمت فيه الظاهرة القايدية بالسياط و الكرباج و السخرة و العمالة و الانبطاح حد الثمالة.

و قد ظهرت بعض المحاولات المحتشمة دائما للانضمام للأحزاب القوية و لم تكن ضاربة بجذورها في عمق الوجدان الذي ظلت تربطه عضويا علاقة الولاء للعائلات السياسية و بتوجيه و إملاء مخزني بعشق عذري للأشخاص على حساب المبادئ و القناعات و المواقف التي كانت منفلتة هنا و هناك في مونوغرافيا تجمعات سكنية تشبه الوضع السياسي القاتم ، و المحاولة الوحيدة التي تم إقبارها و إجهاض أحلام مؤسسيها ” جمعية الإقلاع الثقافي ” و من يومها و إلى حدود اليوم تشهد الرحامنة ميلاد جمعيات بالمئات متخصصة ” سبع صنايع و الرزق ضايع ” و لا واحدة تعرضت أنشطتها للمنع لأنها مائعة و عائمة في بحور كل الأهداف بلا هدف ثقافي رصين و مثمر.

و هذا يدفعنا و يجرنا إلى الحديث الميكانيكي عن النخب بجغرافيا إقليم تساوي مساحته تضاريس لبنان و بلجيكا و قطر …و عن المعنى الحقيقي للنخب التي تقود الريادة في التغيير و التي لا يعترف غرامشي بغيرها و هنا يمكن أن نتحدث عن بعضها في مهجر الوطن و عن بعض الاستثناءات المتوارية و أخرى تصب الماء في الرمل و ما عدا ذلك الرويبضة متحكمة في السياسة و الاقتصاد و متبجحة بالثقافة و الفكر و حتى الإعلام ، و ربما يكمن السر وراء الحالة الستاتيكية و القطب السياسي المتجمد في غياب حد التلف و الانقراض لنخب تلعب أدوارا تاريخية في المجالس المنتخبة و المجتمع المدني و رعاية الثقافة و الفنون و الآداب و منتجة للفكر و المعرفة و قادرة على إحداث ثورات ” بيضاء ” هادئة و القيام بحراك ” أحمر ” حينما تستدعي المصلحة العليا للوطن.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.