Banniére Tmar

ثورة الملك و الشعب.

0

بقلم : أحمد وردي.

قال يوما الملك محمد الخامس و هو يخاطب شعبه الوفي ” لقد خرجنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ” و كان يعتبر الانعتاق من ربقة الاستعمار مجرد تمرين صغير و المحك الحقيقي هي الثورة المتجددة بين شعب و ملك ، و طيلة عقود بعد فجر الحرية و المغرب ينتقل من سياسة إلى أخرى و تتعاقب عليه الحكومات و الرجالات و خضع مرة للتقويم الهيكلي و ظل رهينة صندوق النقد الدولي و قاد الشعب ثورات معروفة بكاريان سنطرال و شهداء الكوميرا و تلاحقت الأحداث و اشتد الحبل و من رحم المعاناة و الأقبية خرج تناوبا توافقيا و تم الطي النهائي لصفحة المنفى و معارضة المهجر و خفت صوت الصراع من أجل هدنة تاريخية انتقالية.

و ظل جهاد الكلمة و جهاد التنمية متلازمان و دائما الملك ينتصر للشعب في نهاية المطاف ، الملك الراحل الحسن الثاني قام بثورة تاريخية مشهودة بتنظيم مسيرة خضراء أحسن ترجمتها شعب بأكمله و رمم المرآة المنكسرة و بعده محمد السادس نظم أكبر عمليات للاستماع العمومي على مسمع و مرآى من العالم و جبر ضررا فرديا و جماعيا و قرأ خمسينية من التخليات و انتقل إلى العهد الجديد بصيغة المضارع.

قاد جلالته ثورة إجرائية صامتة و ناعمة و التحم مع شعب الفقراء و من يومها و خطابه من خطاب الشعب العريض ، ثورته ضد الفقر و الإقصاء الاجتماعي و الهشاشة مازالت قائمة و مازال يبحث عن نمودج تنموي من سرداب عدالة اجتماعية ينشدها عن طريق توزيع الثروة و ثورته ضد الريع و الفساد المتسرطن و المعشش في البر و البحر لم تنته و ثورته من أجل أن يسعد هذا الشعب بكرامة في التعليم و الصحة و العيش هي كل الرسائل و الإشارات التي يبعث بها إلى المركب المصالحي و جيوب المقاومة التي لا تُقَاوَمْ و تُقَاوِم من أجل جنة خلدها.

إنها ثورة ملك و شعب متواصلة و مازال الجهاد الأكبر في منتصف الطريق رغم كل ما تحقق من مشاريع مهيكلة على الطول و العرض لأنه مازال يقبع في قعر الوطن العميق كثير من هذا الشعب يرزح تحت صفر العتبة و الفوارق الاجتماعية الهائلة و جزء منه غير متعلم و آخر لا يصل رحاب الجامعات و من تطأ رجلاه المدرجات تستوقفه أزمة التشغيل في نهاية المشوار ، إنها ثورة ملك يناضل إلى جانب شعبه ضد الإدارة المغربية المتعفنة و أحزاب شائخة و طبقة سياسية انتهازية و تعليم مكتظ و الخاص يُعيد إنتاج النخب و منظومة صحية قرو وسطية في مغرب نخبه تبيع الإصدارات في الجامعات و مثقفوه في محراب الصمت و كل خطب الملك أكثر ثورية من ثورات الشعوب.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.