أدوار المستشار الجماعي…بين الديمقراطية التمثيلية والديمقراطية التشاركية
المستشار الجماعي يمثل الساكنة في المجلس الجماعي الذي يسهر على تدبير شؤونهم العامة المحلية؛ وبالتالي فهو يساهم بشكل أو بآخر في هذا التدبير في إطار الصلاحيات التي يخولها له القانون وفي حدود اختصاصات الجماعة.
ولكي يضطلع المستشار الجماعي بأدواره كاملة لابد له من تواصل مستمر مع محيطه المجتمعي بما يتيح للفاعل المدني وللساكنة المشاركة في صنع مقررات وبرامج المجلس، وربما المساهمة في إنجازها وتتبعها؛ فقد أظهرت التجارب مدى محدودية نتائج البرامج التنموية دون إشراك المستهدفين في مسلسل صناعة القرار العمومي، وذلك ضمن منظور يجعل الديمقراطية التشاركية مكملة للديمقراطية التمثيلية.
كما أن المستشار الجماعي في حاجة لتأطير حزبي لعمله، يندرج ضمن رؤية سياسية من المفترض أن تشكل مرجعية لبلورة توجهاته وقراراته واقتراحاته، وكذا تنمية مهاراته المرتبطة بالأدوار المنوطة به.
من هنا يتضح أن نجاعة عمل المستشار الجماعي تتطلب اشتغاله في ثلاث دوائر، بشكل يخلق بينها نوعا من الالتقائية والتكامل:
* الدائرة الأولى: الجماعة، ويمكن أن تصنف أدوار المستشار ضمن هذه الدائرة حسب موقعه في هياكل المجلس إلى:
• أدوار اقتراحية/ ترافعية
• أدوار تداولية
• أدوار رقابية
• أدوار تدبيرية
* الدائرة الثانية: المحيط المجتمعي، ويضطلع ضمنها المستشار كفاعل سياسي
بأدوار تسهم في ترسيخ الديمقراطية التشاركية، يمكن تصنيفها كما يلي:
• أدوار تواصلية/ تأطيرية
• أدوار تشاركية / تنموية
* الدائرة الثالثة: التنظيم الحزبي، ويقوم فيها المستشار بأدوار مرتبطة بهياكل الحزب وآليات اشتغاله، يمكن تلخيصها في الآتي:
• أدوار تواصلية/ تأطيرية
• أدوار تشاورية/ تقريرية
• أدوار سياسية
وينبغي التأكيد على أن هذه الأدوار ترتبط ارتباطا وثيقا بموقع المستشار ضمن الأغلبية المسيرة أو المعارضة، وكذا بمهامه الرسمية ضمن هياكل المجلس، فقد تضمر عدد من الأدوار وتبرز الأخرى حسب هذه المتغيرات.
وهذا يبدو جليا عند ملامسة الجوانب الإجرائية لعمل المستشار، كما توضح العناصر أسفله:
1- عناصر إجرائية للأدوار في الجماعة:
1-1: أدوار اقتراحية/ ترافعية (بالنسبة لجميع الأعضاء)
• طلب إدراج نقط في جداول أعمال الدورات
• تقديم مقترحات في اجتماعات اللجن والدورات
• الترافع من أجل معالجة قضايا ومشاكل الساكنة
• المساهمة بمقترحات في إعداد برنامج عمل الجماعة وميزانيتها
1-2: أدوار تداولية (بالنسبة لجميع الأعضاء)
• مدارسة النقط والقضايا المعروضة في اللجن أو الدورات
والتصويت عليها
1-3: أدوار رقابية (بالنسبة لجميع الأعضاء)
• طرح أسئلة كتابية على الرئيس
• طلب تشكيل لجن التقصي
• مراسلة سلطة المراقبة الإدارية بشأن الاختلالات المرصودة
• المساهمة في تقييم حصيلة الجماعة
1-4: أدوار تدبيرية (نواب الرئيس ونوابه)
• تدبير القطاع المفوض فيه
• التوقيع بالتفويض
2- عناصر إجرائية للأدوار في المحيط المجتمعي:
2-1: أدوار تواصلية/ تأطيرية
• الانصات لمشاكل الساكنة والتفاعل معها
• تبليغ برامج وأنشطة ومنجزات المجلس للساكنة
2-2: أدوار تشاركية / تنموية
• المساهمة في تفعيل آليات الديموقراطية التشاركية
• المساهمة في إشراك المجتمع المدني والمواطنين في إعداد وتنفيذ المشاريع التنموية المحلية
3- عناصر إجرائية للأدوار في التنظيم الحزبي:
3-1: أدوار تواصلية/ تأطيرية
• الإنصات لملاحظات ومقترحات الأعضاء والمتعاطفين مع الحزب
• تبليغ برامج وأنشطة ومنجزات المجلس للأعضاء والمتعاطفين
• تعزيز التواصل بين الساكنة والهياكل الحزبية
• تعزيز التواصل بين الهياكل الحزبية ومختلف الفاعلين السياسيين والمدنيين والرسميين
3-2: أدوار تشاورية/ تقريرية
• المشاركة في دراسة قضايا الشأن المحلي في الهياكل الحزبية
• المساهمة في بلورة الأفكار والتصورات وإعداد البرامج والمشاريع التنموية في هياكل الحزب
• المساهمة في الدراسة القبلية لنقط جداول أعمال الدورات
3-3: أدوار سياسية
• المساهمة في بلورة القرارات والتوجيهات السياسية للحزب في تدبير الشأن المحلي
• المساهمة في تنزيل توجهات الحزب في تدبير الشأن المحلي كل حسب موقعه في المجلس
• التعبير عن المواقف السياسية للحزب في قضايا الشأن العام.
غير أن هناك محددات ذاتية تؤثر بشكل كبير في تفعيل أدوار المستشار الجماعي وفعاليته، من مثل: تكوينه الذاتي ومدى استيعابه وضبطه للمقتضيات القانونية، وأهدافه من المشاركة الانتخابية، واتجاهاته نحو باقي الفاعلين بالمجلس…؛ كما أن تفعيل هذه الأدوار يبقى رهينا بجودة التأطير الحزبي ومدى مأسسة عمل المنتخبين داخله.