Banniére Tmar

يوميات صحافي بابن جرير : من قال أن الوثب عالي و القفز على الحواجز؟؟

0

التنمية-البشرية-وتطوير-الذات-2-660x330

تستوقفني يوميا مشاهد و أتأمل صورها و في كل لحظة أطرح السؤال هل فعلا و حقا في بلادي هناك من يؤمن بما يُنتجه الإعلام و هل إجرائيا الدولة بجماعاتها الترابية و حكوماتها و مؤسساتها و منشآتها الاقتصادية و الصناعية و الإنتاجية تدعم الفنون و الأدب و الثقافة و المسرح و السينما و هلم جر روافد الوعي و التنمية ؟؟ و في كل مرة حينما أكون بصدد البحث في سرداب الحقيقة التشخيص إهمالا مزمنا للإنسان و كثيرا من الخطاب حد الثخمة و قليلا من الجدية و لعب بالنار و إغراق في المناورة و إيغال في المؤامرة و قتل ممنهج في المهد لصناعة العقل و إنتاج القيم و معانقة المستقبل.

و في ابن جرير مثلا وجدت أن الفلسفة حبيسة القسم و العلوم الإنسانية ردمتها العطالة و البحث عن الخبز و العلوم الاقتصادية و الحقوق و اللسانيات و أمهات الكتب و ما قرأه الناس من فكر و ثقافة و ما هو متوفر من مواهب و ملكات كل شيء في بطن الأرض و لا حاجة للدولة و للجماعات بكل ذلك و الشغل الشاغل للمؤسسات هو تدبير اليومي بكل ما يتطلب ذلك من ترقيع و ترتيق و بريكولاج ، و أتسائل من حين لآخر ما الجدوى من وجود مديريات في وضع استاتيكي جامد لا يتحرك و أقول مع نفسي ما هو الدور الذي تقوم به مديرية الشباب و الرياضة في حق الشباب و الرياضة و ما هي كوطا الدواوير النائية و ما هي الإضافة النوعية لمديرية التربية و التكوين المهني في ضخ دماء جديدة في المؤسسات التعليمية و أين هو عنوان مندوبية الثقافة و الجواب الوحيد الذي ظل يحاصرني هو أن الدولة فوتت بعض الاختصاص للمديريات و المندوبيات بدون ميزانيات لذر الرماد في العيون و بذلك فاقد الشيئ لا يُعطيه.

و البحث مازال مضنيا عن مركزية الإنسان في حياة يطغى عليها الإسمنت و الخرسانة و مضمونها الحد الأدنى من الكرامة بلا ثقافة و لا فكر لأن الحاجة البيولوجية أضحت هي كل مبرر الوجود raison d etre و لا مكان للنقاش و الأفكار في معاقل التنمية المرتبطة عضويا بالصرف الصحي و الطرقات و الإنارة العمومية و مشاريع النحل و الصبار و تربية الدجاج و ” قنية ” و تعلم الطرز و الخياطة و أبجديات الحلاقة…و أحدس أن ربطة العنق و ” الكوستيم ” و العطر و ” الإتيكيت ” ليست هي كل الإنسان و ليس التشريع كل ما يصبو إليه الإنسان طالما جداول الأعمال خاوية من علوم الاتصال و التواصل و الماركتينغ السياسي و التسويق الترابي و دعم الثقافة و الفن و طالما مظهرنا براق و الباطن أجوف و الكشف الطبي لحالتنا يفيد أن الأزمة نفسية و في الإعاقة الذهنية و في التنمية غير البشرية المستدامة…يتبع.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.