أريري: الغلاء بالمغرب.. متى كانت الذئاب تحمي المغاربة من لهيب الأسعار !
في أحد المشاهد القوية لسكيتش قديم للثنائي” باز وبزيز”، يتناول ظاهرة السكن الهش بالمغرب وإهمال الدولة لهذا الملف، قال بزيز متهكما بأن سكان الكاريانات هم المسؤولون عن الفواجع في وقت الفيضانات، لأنهم يبقون نياما رغم أن المطر يتهاطل بغزارة ويتدفق الماء في الأحياء غير المجهزة بشبكة تصريف مياه المطر، وبالتالي فالحكومة بريئة من غرق الناس في الفيضان !!
هذه السخرية اللاذعة تنطبق بامتياز على مجلس المنافسة بالمغرب، الذي بدل أن يفضح مافيا الأبناك والتأمينات، ويضع الأصبع على الجراح التي تتسبب فيها الشركات الكبرى المحتكرة للسلع والخدمات( سكر، زيت، دقيق، لحوم، دجاج، أسماك، محروقات، الإنعاش العقاري، قطاع الاتصالات، إلخ…)، نراه يتقمص دور الثنائي “باز وبزيز”، ويلقي باللائمة على التجار الصغار والبقالة بالدروب والأحياء الشعبية الذين لا يشهرون الأثمان ولا يحترمون الدوريات ويتسببون في رفع الأسعار ! مع فارق أن الثنائي” باز وبزيز” ، كان ينتقد السلطة ويتهكم على الحكومة بلهجة ساخرة في السكيتش، في حين أن مجلس المنافسة يستحمر المغاربة ويستبلد ذكائهم.
ولاغرابة في ذلك، فأحمد رحو، رئيس مجلس المنافسة أصلا، جئء به من قطاع الأبناك والشركات المحتكرة التي سلخت جلد المغاربة طوال عقود وتم تخذير المغاربة بأن المجلس هو آلية لضبط السوق بما يحمي المستهلك البسيط.
فأحمد رحو، للتذكير، كان مسؤولا بالمجلس الإداري لمصرف المغرب وكان رئيسا مديرا عاما لأهم مؤسسة بنكية بالمغرب( السياش)، وكان رئيسا مديرا عاما لأهم شركة تحتكر المواد الغذائية ( كوزيمار).
فكيف نطلب من من تربى في أحضان الاحتكار أن يحمي ظهر المغاربة من سياط المحتكرين؟ فهل يستساغ أن نطلب من الذئب حراسة القطيع؟
إن كان الأمر كذلك، فما علينا إلا استلهام روح سكيتش “باز وبزيز” لنردد :” الخطأ تتحمله الماشية التي بقيت نائمة حتى جاء الذئب ونهشها” !