الدولة الديمقراطية الثقافية
يتبنى المغرب على امتداد سنوات شعارات تترجمها الخطابات و التصريحات الحكومية و تستأثر بالموائد المستديرة و الندوات الفكرية و الأيام الدراسية في جدول أعمال المهتمين و الدارسين و المثقفين و النخب العالمة في نقاشها العمومي و في طليعة الشعارات التي تصدرت اهتمامات الدولة و الحكومة و البرلمان و الهيئات السياسيةو المجتمع المدني و الإعلاميين الدولة الديمقراطية الحداثية و الدولة الديمقراطية الاجتماعية على اعتبار أن الدمقرطة و التحديث للبنيات الكلاسيكية و المقاربة الاجتماعية مداخل إلى مخارج حلول للطفرة المجتمعية المنشودة التي تواكب الركب و طموح الطبقات بمختلف انتماءاتها و تحقق بعض انتظارات الشعب التواق إلى التغيير الجاري بالمحيط و الذي تشهده بلدان أخرى في ضفاف القارات الخمس.
و دائما كانت الدولة و معها جميع السلط الدستورية تعانق شعارات من أجل تطوير المجتمع و تأهيله اجتماعيا و اقتصاديا في محاولة إلى الارتقاء بالوضع الأسري من خلال إجراءات و تدابير من شأنها الرفع من سقف المبادرات و سرعة تنفيذ مشاريع ناشئة بالدعم و التكوين و المصاحبة و كذلك بتعزيز مناخ ريادة الأعمال و جذب الاستثمار و نهج سياسة القرب و تنزيل المفاهيم عبر برامج و منصات و مراحل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و أوراش حكومية عملاقة.
و تبقى الثقافة أو الثورة الثقافية هي الوصفة لمكافحة الأزمات الكامنة في المجتمع لأن مجتمع المعرفة هو المجتمع القادر على تفعيل التطبيقات النظرية و الملائمة معها و بفضل الآثار الثقافية و الوعي الثقافي المسنود بجودة تعليمية منتجة لهذا الوعي الثقافي يمكن للمجتمع الدمقرطة و التحديث و بناء دولة الحق و القانون لأن الإنسان هو الوعاء لاستقبال المعارف و الأفكار و الشعارات و القيم و بدون أن يستوعب الإنسان ما يجري حوله من متغيرات و تحولات و تطور و يتفاعل معه فإن القرار العمودي يدور في فلك عقول مدبرة مصدرة للتشريعات المستوردة غير المستوحاة من قعر المجتمع المنتج لها.