لا تفرحوا و نحن ها هنا أيها العدميون و قد بحت حناجركم بإسقاط الأنظمة و الأنساق و لا تسعدوا أيها الفاشلون بوداع أخير للكتابة و ليطمئن الشامتون بأن الصنديد لن يصير رعديدا إلا محمولا على النعش و جثة هامدة ، إن الصحافة في ابن جرير لها تاريخ و لن تمحوه سحابة صيف غير ممطرة و لا هزة ملائمة مردود عليها لأنها غير دستورية و غير متوافقة مع المواثيق الدولية ثم إن مواقع النشر لا حدود لها و لا خطوط حمراء لها و كل ما يحكم ممارسة الصحافة الشغف أولا و الموهبة و التكوين العلمي و كل ما يدخل في صميم الاستثمار فيبقى مغامرة محفوفة بالمخاطر..
إن مستجدات قطاعنا أخرجت الكثير من الجرذان من جحورها و المؤسف فئران كثيرة مؤذية و قد تمنحنا فرصة إحصائها و جرد لائحتها و اختيار الدواء المناسب لها ، و من البوغاز إطلالة النبش في ماضي العداء و حقوقي يحزم حقائب الحرية و سياسيون يتخلصون من دفق المداد و آخرون يتقاسمون الحقد العارم على الهواء و الأثير …
و لكن هيهات إنهم يحاربون طواحين الهواء و غزوتهم زوبعة في فنجان و شوكتنا لا تنكسر ، فمن يكون هذا الذي يناقش قضايانا و خطوطنا و من هذا الذي لا تعجبه زوايا معالجتنا و يضعنا تحت المجهر مع أن الصحافة هي حرية تعبير و رأي في الأصل و سياسة تحريرية و مواقف و ليس هناك مفهوم لاستقلاليتها على الإطلاق .
فماذا يريدون ؟ نحن باقون و لا نتزحزح قيد أنملة و مستمرون في مواجهة كل أشكال التطرف و أول شكل له غزو الذباب و اجتياح الذئاب لسيادتنا و التي سندافع عنها بأرواحنا حتى الرمق الأخير فانتظرونا يوميا و لا تستعجلوا الرحيل.