I CAN’T BREATHE
أحمد وردي
لا أستطيع أن أتنفس ….قالها الأمريكي جورج فلويد و هو يختنق أمام أنظار العالم عبر لقطة هاوية شاهدتها الملايير و أيقظت فتنة كانت نائمة حتى كاد أن يدك الجمل الأمريكي كل ما حمل من تفوق اقتصادي و عسكري و حضاري طيلة قرن من الزمن ، ثم إن عبارة I CAN’T BREATHE جعلت الشعب الأمريكي خطوة إلى الوراء و أعادت مارتن لوتر كينغ و مالكوم إيكس إلى واجهة المنابر و الخطابة لإعلاء كلمة الإنسان الكوني في مجتمعات مازالت ذاكرتها تختزن ميزا طبقيا كانت تُخفيه المظاهر الخداعة الباهرة و الشعارات البراقة..
لا أستطيع أن أتنفس …..ليست حصرية على الحالة الأمريكية ، هي مشهد مصغر يتردد في كل البقاع و قد ينفلت عن الرصد أو تبتلعه الصور الذهنية المتواترة في عالم أضحى قرية صغيرة في الوقت الذي كان فيه جزرا معزولة و مصدر المعلومة وكالات الأنباء العالمية..
و أما في الوقت الراهن فالصورة تنتشر كالنار في الهشيم و تشكل رأيا عاما لحظيا و تصنع القرار السيكولوجي قمين بتحريك سواكن كامنة ، و هذا ينم على أن العالم يمكنه أن يتغير بشهقة أو آخر خشرجة ليكون الميلاد الجديد و في التنفس الأخير يتمخض الوعي و الضمير الجمعيين و يطفو صراع الحضارات و نهاية التاريخ و يصدق صامويل هنتنغتون و فوكو ياما و حدس المهدي المنجرة و ينتصر علماء التاريخ و المستقبليات على علماء الحرب!!!!