نقطة نظام…………الفوضى الخلاقة بالرحامنة
أحمد وردي
يوم الإعلان عن الحالات الأولى العشر الأواخر شهر مارس الماضي تم إعلان حالة الطوارئ و فرضت الدولة حجرا صحيا قاسيا لتسطيح منحنى وباء كورونا المستجد و مكث الشعب ثلاثة أشهر متتاليات تهييئا للخروج الكبير لاستعادة الحياة طبيعتها ، ثلاثة أشهر كلفت الشيء الكثير و بعد كل الإجراءات و التدابير جاء التخفيف التدريجي و التصنيف إلى منطقتين مع التشديد على عتبة الوعي و الثقافة المجتمعية وليدة الكوفيد و هنا بيت القصيد حيث وقع سوء الفهم الكبير لمناعة القطيع و دخلنا المتاهة و غزا الوباء كل المقابض و الأسطح و أعادنا إلى نقطة الصفر.
الرحامنة هي الأخرى لا شيء ينم فيها عن مرحلة ما بعد كورونا التي تحدث عنها الخاص و العام و لا يلوح في الأفق أن عالما سنعيشه في ظل الكوفيد التاسع عشر أو بعده ، هي حياة مطلقة و إطلاقية بلا قيد أو شرط و الجميع يفتح صدره لرصاص القدر بحرية كاملة غير منقوصة غير خاضعة لقوانين التباعد و العزل و التعقيم و أسطوانة الإنعاش و التنفس الاصطناعي صارت مشروخة و كل وصلات التوعية في عداد الموتى و كل البلاغات في خبر كان…
إنها الفوضى الخلاقة و إنها الحياة المشبعة بالغريزة و المفعمة بالفطرة مع قليل من الجهل المقدس و كثير من التمرد العارم على المسافات و إجازة القرب و الحميمية و العناق على اعتبار أن النواميس البيولوجية لا يمكن أن تكسرها الجوائح فإما يكون البشر أو لا يكون و لا يمكن بأي حال حبسه بين الجدران في غمرة الاكتئاب لأنه نافذة للانتحار و بالتالي فالسلوك المُشاع اليوم بالرحامنة كما في باقي الأراضي المنبسطة و المرتفعة التعايش المقنع بقِناع الاحتراز الموغل في هشاشة الاقتصاد و الاجتماع ” كل نفس ذائقة الموت “!!!!!!