التغول السياسي بالرحامنة

0

لم تعد السياسة خطاب كما كانت و لا قيم و لا أخلاق و مدارس لتلقي و تحصيل فن تدبير السياسات العمومية و إتقان التواصل بكل أساسياته الصاعدة و النازلة و الأفقية و لم تعد مشاتل لتخريج الأطر و النخب القادرة على إدارة الشأن العام و المتمكنة من الاقتراح و مخارج الحلول و الممتلكة لثقافة واسعة و موسوعية في علوم الإدارة و الاجتماع و التواصل السياسي و آليات التخطيط الاستراتيجي…

على الأقل و أضعف الإيمان كانت الأحزاب تطمح إلى الحد الأدنى من الاستقطاب للشباب و النساء و من كل الطبقات و الفئات حتى تستطيع إيصال خطابها و يكون لها تأثير في أوساط المجتمع لتظفر و تنتزع أصوات الكثلة الناخبة المتمنعة العازفة عن التصويت أو المقاطعة غير المؤمنة و غير المقتنعة بإرادة التغيير و القدرة على تنزيل البرامج المستنسخة التي تغطي الشوارع و الأزقة و تنتهي أزبال في القمامات و الحاويات و المطارح…

في ثمانينيات و تسعينيات القرن الماضي و حتى منتصف العشرية الأولى من الألفية الثالثة كانت الأحزاب بالرحامنة في قمة تنافسيتها بين يسار و أحزاب إدارية و كان للأحزاب مقرات مشتغلة و كانت تتوفر على تنظيمات و لكل حزب نصيب من المنخرطين و أما اليوم فلا تأثير إلا بالمال و شراء الذمم و الحزب برمته يختزل في شخص واحد يملك الثروة و قادر على توزيعها لاستمالة المثقفين و النخب و الرعاع و هو من يختار و من يصنف و من يكون الكومبارس و من يعزف على الدف و الطبل و من يقوم بأعمال السخرة فلا تنظيم إلا صوريا و لا اجتماع إلا و هو خطيبا على المنبر و من لغا فلا حزب له و هو من يتصدر الأفيشات و تحوم حوله الميكروفونات و لا حزب بدونه فهو أقدر على الانتقال بين الأحزاب إذا تهددت مصالحه و الجميع مستعد أن يهاجر و يتبعه نصيرا له مادام يغدق بسخاء!!!!

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.