Banniére SIAM

الملك والثروة والشعب  .

0

SABRI

جميل جدا أن  نجلس في بيوتنا وأن نشعر أخيرا بأن عاهل البلاد وصله نداء الشعب  ، ذلك الشعب الذي ضاجع الفقر والتهميش لعقود ، وأن الملك بات يحس كما نحس ، يحس بأن الثروة المغربية  لا يستفيد منها كل المغاربة .  جميل أن يستمع أخيرا ملك البلاد للصوت الحقيقي الذي يصدع بنور اليقين  ، وجميل أن يشعر منهم بالشعاب البعيدة ومن هم بالأمصار العميقة  ومن هم تحت أسقف الجبال بأن ملك البلاد أحس بهم  أكثر. أحس بأن الثروة في المغرب لا يقتسمها الجميع  بالتساوي، بل هي في يد البعض على الأغلبية .

جميل أن يقرأ الملك التقارير الدولية جيدا ،  وأن يستنتج أن سعي 15 سنة من حكمه لم يغير كثيرا على مستوى الرأس مال البشري ، لأن الشعوب اليوم تقاس بقيمة الفرد فيها كما قال ، جميل أخيرا أن ينتبه المغرب إلى أن 20 فبراير وتاريخ اليسار تحدث منذ الوهلة الأولى عن الاقتسام العادل للثروة  إذا كنا نريد خيرا بهذا الشعب ، جميل أن يصبح الملك فبرايريا ويساريا وأن ينتبه إلى أن المغرب يحتاج إلى وقفة للتأمل .

جميل أيها الملك  أن تدرك كم  عانى  ويعاني المغاربة فقرا وجوعا وعراءا وهم صامتون  صابرون لأنهم يحبونك ، وجميل أنه لم تذهب أرواح الكثير من مناضلي اليسار والكثير من رموز هذا البلد ومن مثقفيه ،  المهدي بن بركة وعمر بنجلون  وابراهم السرفاتي و عابد الجابري وجسوس والمهدي المنجرة وغيرهم كثير كثير  جفاءا وهباءا ، هم الذين تعبوا  لغطا  لتعيش الحرية والكرامة وليعيش الإنسان المغربي إلى أن ماتوا جميعا . جميل أن يشعر الحاكم الأول في البلد أن  صوت 20 فبراير كان من الأعماق .

الأصعب من أين سنبدأ  في إعادة التوزيع العادل للثروة  في كل هذا ، هل مما كتبه الأمير ” الأحمر ” في كتابه ناصحا فيه عاهل البلاد بالتنازل عن ثروته الكبيرة للشعب المغربي ؟  أم سنبدأ مما كتب قديما من طرف صحافيين فرنسيين   أمثال “اريك لوران” ؟   أو مما كتب في العهد الحديث  ومما عاشه القصر من الشد والجدب  مع صحافيين كثر منهم من أغلقت جريدته ومنهم من أدخل السجن ومنهم من غادر الوطن  نتيجة سوء الفهم الكبير  ؟  أو مما   كان قد كتبه الصحافي علي أنوزلا حينما تحدث عن تكلفة الملكية في المغرب فأغلق موقعه بعد المقال بمدة وكاد أن يذهب إلى السجن ذهابا بلا عودة .

هل سيستطيع الملك  باعتباره أميرا للمؤمنين  إعادة الاقتسام العادل للثروة الموجودة على هذه البقعة الجغرافية  ( المغرب ) ؟  وهل سيستطيع محاسبة ناهبي المال العام بحسب تعبير رئيس حكومته  بن كيران  ” العفاريت والتماسيح ” ؟   وهل سيستطيع بن كيران القبول باسترجاع ثروة المغاربة من تلك العفاريت والتماسيح الذين  قد يكون وصل نفوذهم وتعدى حدود المملكة الشريفة إلى لوبيات  بات لها وزنها  الضاغط بالخارج ؟  وهل نفهم أن غدا سينعم المغاربة باقتسام جديد في الأرياف للآلاف من الهكتارات الصالحة للزراعة  التي يسيطر عليها ” وارثوا فرنسا ” التقليديين في الريف ووالماس و في سهول الغرب وفي سوس وفي كل  جهة من هذا البلد ؟  هل سنفهم أن غدا سيصبح المغربي الذي يرعى غنمه  وعربات الفوسفاط تمر على قطعانه بالسكك الحديد موجهة إلى الجرف الأصفر أن خراج تلك العربات سيعود في نهاية كل شهر إلى بنك المغرب ليناله نصيبه منها ؟ هل سيمنح ساكنة الدواوير والمدن التي بها مقالع للرمال وللمعادن بأن يكونوا شركاء مع من يملكون رخص استخراج تلك الكنوز  من باطن الأرض  بقراهم ؟  هل سيمنح المغاربة عائدات الصيد في أعالي البحار وعائدات الجلد والأحذية والسياحة  والخضر والفواكه وكل الثروة المعلوم منها والمبني للمجهول ؟

 دعونا ننتظر تحول هذه الأحلام إلى حقيقة مع ملك  شجاع غير مجرى تاريخ المملكة في لحظة من الزمن امتلك فيها الشجاعة لقول دعونا نتغير .  

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.