في إطار أنشطتها المؤسسة للعمل الثقافي التنويري الجاد في إقليم الرحامنة، نظمت جمعية التنوير للثقافة والفكر، مائدة مستديرة، حول الوضع الثقافي في إقليم الرحامنة، يوم 30 / 05 / 2015، على الساعة السادسة والنصف مساء، بمساهمة جمعية اتحاد أصدقاء الفلسفة، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع ابن جرير، والجمعية المغربية للتنمية والتربية، وموقع الرحامنة أون لاين، والأستاذ عبد الغفور الخوا: كاتب، وقصاص، وشاعر، ورسام تشكيلي.
وبعد الاستماع إلى الأرضية التقديمية للمائدة المستديرة، ومداخلة جمعية التنوير والثقافة، التي قدم من خلالها الأستاذ عبد الكريم التابي، تصور الجمعية للثقافة، والتنوير، الذي جاء ليخترق سحب الظلام الملبدة، التي حجبت أشعة النور عن إقليم الرحامنة، على نهج جمعية الإقلاع الثقافي، التي لعبت دورا رائدا في مرحلة تاريخية معينة، قبل أن تعرف الجمود المميت لأنشطتها التنويرية، وإلى الأرضية التي قدمها الأستاذ أيت الزين، والتي كانت بمثابة عرض قيم، عن مفهوم الثقافة والتنوير، وعن الوضع الثقافي العام، وعن الوضع الثقافي في إقليم الرحامنة، وما يجب عمله للنهوض بالثقافة التنويرية في إقليم الرحامنة، وعلى مستوى ابن جرير، مع الإشارة إلى المجهودات التي تبذلها جمعية اتحاد أصدقاء الفلسفة، التي تكلم باسمها، وإلى الأستاذ عبد الرحيم الغازيوي، الذي وقف من خلال ما قدمه، على البنود ذات البعد الثقافي في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وفي المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، مشيرا إلى أنه من الثقافة التنويرية الجادة، ما تقوم به الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، من إشاعة لحقوق الإنسان الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، مما يعتبر مساهمة منها في نشر قيم حقوق الإنسان في إقليم الرحامنة، وبكل الطرق والوسائل الممكنة، وبعد ذلك قدم خلاصة عن العمل الذي تقوم به الجمعية المغربية للتنمية والتربية، التي تعقد شراكات مع العديد من المؤسسات التعليمية: الابتدائية والثانوية الإعدادية، والثانوية التأهيلية، من أجل القيام بدور تثقيفي تنويري، في صفوف عينات معينة من التلاميذ، من أجل تحقيق أهداف محددة، ثم أعطيت الكلمة إلى الأستاذ سفيان المادلي، باسم موقع الرحامنة أون لاين، الذي عرض الدور الذي يقوم به الإعلام بصفة عامة، والإعلام التنويري بصفة خاصة، والإليكتروني، ومنه موقع الرحامنة أون لاين بصفة أخص، في أفق مد المجتمع بقيم الثقافة الجادة، والتنويرية، مشيدا بما ورد في العديد من المداخلات، وخاصة مداخلة الأستاذ أيت الزين، لأهميتها، ثم أعطيت الكلمة للأستاذ عبد الغفور الخوا، الكاتب، والقصاص، والشاعر، والفنان التشكيلي، الذي قدم تعريفات مركزة للثقافة والتنوير، مستعرضا الحاجة إلى إشاعة الثقافة الجادة، والتنويرية في إقليم الرحامنة، الذي تسود فيه ثقافة نمطية معينة، تقتضي الاختراق، والتفكيك، ونشر ثقافة بديلة، حتى تصير مرتكزا للتقدم، والتطور على المستوى الفكري، الذي صار ضروريا لإعادة الاعتبار للإنسان.
وبعد ذلك فتح النقاش حول ما ورد في مختلف المداخلات، ليخلص الجميع إلى أن:
1) التردي الثقافي هو الذي يحكم المرحلة، بعد أن عرف إقليم الرحامنة، ومدينة ابن جرير بصفة خاصة، نهوضا ثقافيا في مرحلة تاريخية معينة.
2) الإجماع على أن هناك علاقة بين الثقافة، والديمقراطية، فكلما كان هناك نهوض ثقافي، عرف إقليم الرحامنة انفتاحا على الديمقراطية، وكلما كان هناك نكوص ثقافي، كما هو حاصل الآن، تراجعت الديمقراطية إلى الكهوف المظلمة، والعكس صحيح.
3) الإجماع على أن الثقافة التي تسعى الجمعيات إلى بثها في الواقع، هي الثقافة الجادة، والتنويرية، في مواجهة ثقافة الميوعة، والظلام.
4) التركيز على أن الاهتمام بإشاعة الثقافة الجادة، يجب أن يشمل العديد من الفئات، التي تهتم بالثقافة والتنوير.
وفي نهاية المائدة المستديرة، تقدمت جمعية التنوير للثقافة والفكر، بالشكر، والتقدير إلى جميع المتدخلين، وإلى كل المساهمين في النقاش، وتتأسف الجمعية لعدم حضور العديد من الجمعيات، والشخصيات التي توجهت إليهم بالدعوة في الحضور، والمساهمة.