Banniére SIAM

الطب البديل بين التطور العلمي و الامراض المزمنة

0

لا أحد ينكر ما وصل إليه الإنسان في العصر الحالي من تقدم علمي و حضاري و اكتشافات طبية و دوائية، ساعدت في القضاء على العديد من الأمراض و الأوبئة الفتاكة، إلا أن هذا لم يمنع من تزايد عدد المرضى و عدم القدرة على السيطرة على الأمراض و ظهور أوبئة لم تكن معروفة في السابق.

إن العقاقير الكيميائية، التي تستعمل في العلاجات الطبية، لا تخل من مخلفات خطيرة و تأثيرات سلبية على الصحة العامة، و ذلك أن معظمها يخفي أعراض المرض، و  يجعله في  حالة كمون، ليتحول بعد ذلك إلى مرض مزمن، بالإضافة إلى تأثيرها على جهاز المناعة بإضعاف قدرته على مقاومة الأمراض. و كشفت منظمة الصحة العالمية،  عن الآثار الجانبية و الخطيرة لهاته الأدوية، إذ حددت  قائمة سوداء للأدوية السامة، و التي هي في ازدياد مستمر، لهذا، و نظرا لوعي الإنسان بخطورة هاته المواد، فقد سجلت عودته بشكل ملحوظ للتداوي بالأعشاب و النباتات أو ما يصطلح عليه بالطب البديل.

تعود قصة استخدام الأعشاب في التداوي للعصور الأولى، حيث أن المصريون القدماء “الفراعنة “سجلو في بردياتهم بعض الأعشاب و استخداماتها الواسعة في علاج الأمراض و التغذية و الجمال و التحنيط….، و للعرب أيضا باع طويل و فضل عظيم في هذا المجال، و هم أول من أسس مخازن الأدوية المملوءة بالأعشاب و النباتات الطبية، كما ألف علمائهم العديد من المؤلفات التعريفية للنباتات و خواص استعمالاتها العلاجية، و جميع أسمائها ومن أبرزها كتاب ” القانون ” لابن سينا الذي يعتبر المرجع الأساسي المعتمد عند الأطباء و المعالجين، و ” الجامع الكبير”  لابن البيطار….

أكدت الدراسات المخبرية و الاختبارات العلمية الحديثة، الفوائد العديدة للنباتات الطبية و نجاعتها في الوقاية من الأمراض و علاجها حيث  أصبحت الشركات العملاقة لإنتاج الأدوية تتصارع و تتسابق لإنتاج أدوية و مستخلصات عشبية، نظرا لعجز الأدوية الكيميائية  محاربة الأمراض الخطيرة و المستعصية كالسرطان، و في المقابل أثبت الطب البديل قدرته و إمكانيته في  التغلب على أشرس الأمراض فتكا و ضراوة باستعمال عقاقير نباتية، ما حذا بالدول العظمى إلى الرجوع إلى الطبيعة و استغلال ما تجود به و ما تمنحه من عطاء، لم تمسه أيادي الهندسة الوراثية أو رذاذات الآلات الكيميائية، و  أثبت الإحصائيات أن كل من ألمانيا و الولايات المتحدة الامريكية أنتجتا أكثر من 300 نوع من الأدوية العشبية، في حين تحدو كل من انكلترا و اليابان حدوهما لإنتاج هذا النوع من الأدوية.

لذا فقد أصبح لزاما على الدول العربية كذلك محاولة مسايرة الركب و التقليل من العلاجات الكيميائية و استبدالها بأخرى طبيعية مستخلصة من الأعشاب و النباتات و إحداث مشاتل خاصة تزرع فبها، و إنشاء مختبرات علمية للاستفادة من منافعها و توفير يد عاملة و خبرات في مجال البحوث الدوائية و الزراعية.  

نادية الخلوفي

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.