Banniére SIAM

حينما يتحول مقربو الرئيس إلى بلطجية يهددون الصحافة .

1

sahafa

وأنت أيها الرئيس ، عمت صباحا أو مساءا ،وأنت المعزر والموقر هناك في خلوتك بالحاضرة الفوسفاطية بعيدا عن الأنظار ، عرفناك فقدرناك ، لجهدك ثارة ، ولعملك ولانشغالاتك في أخرى ، حتى عندما كنا ننتقدك في التجربة، كنا نؤمن بمساحة السماحة في قلبك ، سوى لأنك الرئيس ،وتلك خاصية بعض الحكام ، وحتى عندما وضعناك مؤخرا تحت مجهر البور تريه ، لم نرد الانتقاص من شخصك ، بل قفينا على آثارك كما يفعل الإعلاميون الجادون ، وخرج البورتريه منتوجا إعلاميا لا تحامل فيه عليك ، فسيء بنا الفهم ، ووقف “رويبدتك وبلطجيتك” مناصرين لسوء الفهم الكبير هذا ، وفجأة ظهرت بين ظهرانيك  عبارة ورد فيها أنه يتداول بأنك ابن الشاوية ، ولسنا نحن الذين قلنا ذلك بل من قاله هم معارفك ، فلا يجوز حشرنا فيما لا يعننيا ، وليس مدفوعا لنا مال أو أجر على ذلك ، أو أردنا الوشاية بك ، إننا إعلاميون وشغلنا الكلمة ، ولا ضير حتى من باب شرح ما لايجوز شرحه ، فرؤساء بلدان ودول ومؤسسات غير مطروح البتة من أي حدب هم جاؤا، بل مكاسبهم ووظائفهم ونتائج ذلك  هي من تحدد أهميتهم عند الناس ، وأوباما عرج من إفريقيا مولده ونشأته إلى أمريكا حتى صار رئيسا ، وتذكيره بذلك البلد مرارا وتكرارا يعد مفخرة له كل حين ، فما العيب في كل ما قيل ؟   و”بطرس غالي” مصري لم ينكر انتمائه مرارا حينما يسأل  مع أنه شاخ في دهاليز الأمم المتحدة ، وإدوارد سعيد كان حتى قبيل وفاته ينشد فلسطين الحرة  مع تعدد ولاداته ، رفعناك إلى مقامات الكبار ، فاستصغرك من جرك إلى صحافة لن تسكت بعد اليوم،  أرادوا  استقامة قطعة الحديد فاعوجت في أيديهم ، وأرادوا حمايتك فخانوك ،  لسنا نريد الحلول مكانك ، ولا طائلة انتخابية نرجوها  من وراء ذلك ، حفظنا الله من تبوأ مكانة بمجلس نترفع على أن نكون فيه ،لأن تدبير أمور الناس لا أقدر شخصيا على إتيانه، فالمهمة تحتاج إلى الكثير مما لا أتوفر عليه .

ولكن ما حز في أنفسنا كهيئة تحرير لجريدة وطنية اسمها بلاد بريس ، أولئك الذين هم ورائك ، أخوك  ومن معه ، حينما حشر نفسه فهدد واعدا بالقتل والتنكيل بمدير تلك الجريدة ، الذي خارج الصحافة هو مواطن، وحماية لنفسه من كل اعتداء و” الطرح ” قد كبر ، تقدم بشكاية في دولة ليس لأحد فيها امتلاك نصوص “الشرع “،  بل فيها من يسهرون على تطبيق هذا القانون ، وليتنا هنا وقفنا ، بل فوجئنا اليوم وقبله والبارحة بالبعض يهددون رغبا ورهبا مبطنا في الكلمات  ، فيما  مقربوك ظلوا يتصلون من أجل أن يقوم ” الضحية ” أحمد وردي بالتنازل عن شكايته التي يحمي بها نفسه  ، والجاني طليق حر ينتظر ” المشاورية ” أن يحظروا له تنازلا من أحمد ، الذي حتى وإن مرغت كرامته فليس شيء بالمقارنة  مع هيبة الرئيس ومن بعده سطوة  المعتدي أخوه ، مع أننا نفهم مقاصد  لغتهم على كل حال ، وجورب للتهم  يبدو معدا سلفا لتلفيق أي تهمة إن لم يتراجع زميلي عن “حقه”  ، وسبحان الذي يجعل في هذه المدينة من الضحية جلادا ، و يجعل من المشتكى  مشتكى به .

 والمؤسف إشراك أخ مدير تحرير بلاد بريس  وهو نائب للرئيس فيما لا سيطرة له عليه ، يضغطون عليه من أجل أن يكون له الفصل في أمر لا يهمه ، فأحمد وردي ليس قاصرا ولا ينبغي استفهام أخيه من هناك ، من مراكش كي ينجر إلى إرغام المشتكي للتنازل طواعية عن حقه وتلك هي المصيبة الكبرى.

 والمحزن  في كل ما يجري أننا لسنا متطفلون بل نحن نمارس الصحافة بحذافرها ، ومارسنا حقنا في  حماية صحافتنا وأنفسنا ، مع العلم أننا لا نخاف أحدا ، من مقربيك أولئك الذين أوكلوا لأنفسهم حق الدفاع عن سيادتكم،  بالنيابة  طوعا أو كرها، في مفترق إشكالية و”حمية عصبية” غير مفهومة بالمطلق . ولا نعلم هل أنت من أعطى تأشيرة تبادل الأدوار هاتفيا بين مجموعة من مقربيك،  فيما يشبه لي الذراع من غير وجه حق ، في زمن حدث عنه خير الأنام زمن “الرويبدة”  الفتان .

وما أحزنني أيها الرئيس أنه معك ، ومع عصرك اعتبرنا الرحامنة قد خرجت من زمن ” سنوات بوغطاط الأقرع والأسود ” ومن زمن الانتقام بالنهار ” الكهار ” ومن زمن ردة الفعل السائبة ، ولكن تبين أن أخوك ومن حولك،  وعذرا،  لم يعملوا سوى على تأكيد أن ابن جرير ما يزال يدور في فلك نفس أسلوب ” خليان داربو الناس “.  زمن  من “الحركة الشعبية ” والفتوات  ، وهو ما أشعرني بأن لا ألوم بعد اليوم أحدا ، فافعلوا ما تريدون، اضربوا الناس وعاتبوهم على أن اقترفوا جريمة إخفاء وجوههم بأيديهم ، والعيب أن أخوك نصب نفسه مدافعا عن ما يجهله وعن ما لا علم له به ، ولم يقدر عواقب ذلك،  ظنا منه أننا سنذهب بعد تهديده إلى ديارنا مرتعدين خائفي الفرائس ، ضاربين “للطم” في انتظار الصبح كي نتوسل إليه نرجو رحمته وعفوه  ، ونسي المسكين، أننا قادرون على نشر غسيله حتى وأثناء وبعد أن يكون قد استبشر خيرا بانتصاره ، الذي  لن يصب  سوى بالإساءة للتجربة ولأخيه الرئيس ، لأننا نملك “بوقا”  كبيرا يصل مداه كل الأبعاد ، ولسنا ببائعي الخضروات والفواكه أو أننا ندير “محلبة” تبيع المأكولات ؟

لا ألومه أيضا، لعلة أنه وأغلب الظن ، كما كان يقول طه حسين دائما ليقينه بشك ديكارت الذي يولد  نفس ذلك اليقين ،  لم يفهم أبجديات حرفة ” الصحافة “،  وربما قد يكون والحرف حرف تحقيق ، غير معني بالفكر والثقافة،  وعلى حد علمي أن حدود خصوبته ، فأس ومعول وما إلى ذلك من أدوات اشتغاله أعانه الله عليها ، وأنه وبتخطيه حدوده،  قد جر عليه سخط صاحبة الجلالة ، والتي زادنا فيها هو القلم والمداد والورق الأبيض . فلينظر ماذا صانع هو وما نحن عاكفون عليه ؟

وحتى أختم سيادة الرئيس ، أقول سقطت ورقة الثوت ، وظهرت عورات فكر يحدد مسيره ” الرويبدات الجدد والبلطجيون والشبيحة”  ، والتي سرعان ما خرجت من طهرانيتها وعفافها المصطنع، وتبين بالواضح أن صحافتنا اليوم ونحن، مهددون أكثر من ذي قبل ، ولنقرا السلام على أرواحنا وأرواح المصطفين الشجعان من الإعلاميين  أينما وجدوا،  وليعلم العالم بأسره ، إن طعنا من الخلف أو سحقنا دهسا أو سجنا خارج جرائم بعينها  يحددها القضاء وبكل أركانها ، فإن من يتحمل وزر ذلك كله ، تجربة أختلط لربما فيها سيطرة القبيح واختفاء الحسن ، وتلك علامة الشبع ، كما حدد دواليبها ابن خلدون في عمرانه البشري حين يقوى عود المنهزم الجائع  فيتشبه بالمنتصر عادة  ،  وأن “غنج” البعض وقوتهم فيمن أساؤا لنا سيادة الرئيس ممن هم حولك  ، سيفضي بهم سلوكهم المتهور  إلى الفوضى من غير أخلاق ، ومن غير أن يلتزم كل ذي عقل بحدود إمكاناته ،في مغرب  تجاوزت فيه ترسانته  من التشريعات سقف إمكانات علية القوم والوزراء وكبار الدولة بأسرها فما بالك بمن لا أمجاد لهم .

ومن هذا المنطلق وكهيئة لتحرير جريدة بلاد بريس فإن ما لحق أحمد وردي ليس بعيدا عنا ، فنحن وإياه وباسم مهنة المتاعب في نفس الخندق ، مدافعين عنه وعن خط تحرير تلك الجريدة ، وأننا معنيون بما يقع وبما قد يكون من تطورات ، وليس هناك ما يجب أن يفهم بأنه وحده المعني،  بل ندير مشروعا إعلاميا بروح جماعية كبنيان مرصوص يشد بعضه بعضا ، والمغفلون من يحسبون بأساليبهم العتيقة ، أساليب “زمن الأخطاء”  أنهم يستطيعون الاستفراد بأحمد وردي أو ثنيه أو نهيه ، فحقه من حقنا ، وشكواه هي شكوانا ولا حل معه بدوننا ، إكراما له وانتصارا لصحافتنا وليس انتصارا للعبث كما ينشدون .

قد يعجبك ايضا
تعليق 1
  1. المتضرر يقول

    الاخ وردي :
    اذا كان ما تقوله صحيح حول تشبتك بحقك كفرد من المجتمع بغض الطرف عن المهن و المراكز و المناصب اقصد كمواطن اذا فانت مثل من يفضل الموت واقفا لا راكعا صدقني اذا قلت لك فيجب ان يتحمل كل واحد مسؤوليته حتى نكسب الرهان رهان الحق طبعا لا رهان الباطل و اذا كنا بصحيح في بلد الديمقراطية و الحريات و بلد حقوق الانسان فانتظر قليلا لينجلي الليل و ينكسر القيد اذكرك اخي كما انت عن علم بحقي الذي تم الدوس عليه و على كل بنود الدستور حيث صادق المسكين بنعم فهل هناك امكانية ليقول لا ليتغير المسار ام ان المسار مسمار جحا بنعم او لا
    تحياتي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.